يمتلك (عابر السبيل ) الدكتور ابراهيم دقش ذائقة فنية كثيرا ما يستخدمها في نكشات من العيار الثقيل في هوامشه في صحيفة الخرطوم ، من نكشات دقش الفنية التي أسعدتني انه قال الحقيقة في نص غنائي محنط لشاعر تعيس درجة أولى ، من حسن حظي لا اعرف اسمه اقصد الشاعر ، النص بالمناسبة غنته مطربة واعدة ، إما مطلع الأغنية التحفة ، هذا ان جاز إطلاق هذا الاسم عليها فيبدأ ب ( يا مليح الزي لو تعاين لي ) ، الله يخرب بيت ابو الشعر ان كان هناك من يكتب ويخرب الذائقة بهذه الصورة الفجة ، ومن على هذا المنبر ، ادعو جماهير المتلقين إلى رفع دعاوي قضائية ضد المخربين وضد أجهزة الإعلام التي تبث مثل هذا الغثاء الذي يسبب الطمام ، عموما يبدو ان ناظم النص ولا أقول الشاعر لا يزال يعيش في سنة أولى إحساس وانصحه بالنوم في العسل والخروج من دائرة الشعر إلى دائرة الجلابيب والعراريق والذي منه ، فهي أجدى وانفع له ، عفوا ، ربما يكون هذا النص مناسبا في فترة الأربعينيات من القرن الماضي ، إما ملحن النص فكان الله في عونه ولا أزيد ، والخوف كل الخوف ان يكون هذا النص عبر من فلتر أصحابنا في لجنة النصوص ، عفوا ، لا اعرف مسمى اللجنة بالضبط ربما تكون لجنة النصوص أو شيئا من هذا القبيل ، بالمناسبة خلونا من صاحبنا النائم في العسل وعلى ذكر النوم في العسل يبدو ان الناس في الوطن العربي يعتقدون ان جميع السودانيين من عشاق النوم ، وهي طبعا مقولات ونكت بعضها صحيح والبعض ألآخر مجرد فبركات ومحاولات للنيل من الإنسان السوداني ومن المقولات الرائجة لدى العرب ان السودانيين كسالي وان الزول النشيط اذا استيقظ صباحا يمكنه ان يمسك بزمام الحكم ( الله يخرب ابو شياطينكم ) ، ربما يكون أصحابنا العرب محقين في حكاية الإمساك بزمام الحكم لان السودان قد يكون اكثر دولة عربية حدثت بها انقلابات ومحاولات انقلاب عسكرية وربما لا يفوقنا في هذه الميزة (الجميلة ) سوى سوريا والعراق وصاحبتنا موريتانيا ، المهم من النكات التي يتداولها العرب عن كسلنا ونومنا في العسل الأسود ان شركة مفروشات خليجية ، اختارت بواسطة عينية عشوائية عشرة مواطنين عرب لتجربة النوم على المراتب الوثيرة أمام زوار معرض الشركة ، وبعد ان انتهى العرض سألت جميع المشاركين في النوم على المراتب عن أمنياتهم طبعا بعضهم طلب من الشركة ان تمنحه أثاثاً جديداً لنج وآخرون طلبوا سيارات آخر موديل وجوقة ثالثة طلبت تذاكر سفر وعندما جاء الدور إلى أخوتنا السودانيين سألهم مدير العلاقات العامة عن أمنياتهم فردوا بصوت واحد ( نتمنى ان نعود للنوم على المراتب مرة اخرى ) ، الله يخرب عقولكم فضحتونا قدام خلق الله ، و لا حول ولا قوة الا بالله العظيم ، على فكرة نحن لسنا كسالى كما يدعي الآخر ولكن سلوكياتنا في بعض الأحيان تعزز الوصفات التي يسبغها علينا العرب ، واقرب مثال الشاعر الذي لا يزال يتغني بمليح الزي ( زي إيه يا اخويا ) ، زي ألهوي يا حبيبي وآآآآآآآآآآآآآه ألهوي يا حبيبي