span style="font-size: 12pt; line-height: 115%; font-family: " Arabic";"="Arabic";"" lang="AR-SA"عمنا الممثل الراحل عثمان حميدة ( تور الجر ) يرحمه الله ، كتب وتغني بأهزوجة ( الغالي تمر السوق ان قسموا ما بحوق ) ، هذه الأهزوجة ما زالت تعيش في الذاكرة الجمعية للمتلقين مثل حلاوة الرطب في أقاصي الشمال ، عفوا حكاية تمر السوق ليست موضوعنا اليوم وانما الحكاية تتعلق بالغلاء الطاحن الذي يفرم السودانيين وأبو السودانيين عدا طبعا التماسيح الكبار والصغار وأولاد الأبالسة واللي بالي بالكم ، أطرف الحكايات عن الغلاء خبر نشرته العروس ( آخر لحظه ) في يوم 25 ديسمبر الحالي ان إعدادا كبيرة من الجنوبيين الهاربين من الشمال عادوا مرة اخرى بسبب غلاء الأسعار في الجنوب ، طبعا هذا السيناريو مضحك ويجعل الإنسان يكركر حتى تتكسر أضلاعه من الضحك فإذا كانت الأسعار تحلق في العلالي في الشمال فكيف تكون في الجنوب ؟ ، المهم الغلاء ابن الذين وباء عالمي ، لكن لكل دولة سياساتها لمحاربته واحتواء تداعياته وإسكاته بالضربة القاضية ، المهم بصراحة الغلاء في السودان ليس له نظير في أي دولة أخرى وهو من النوع الذي يجعل أجعص جعيص يشق هدومه ، ولولا خوف ملايين المواطنين من اتهامهم بالجنون لرأيتهم يمشون على الطرقات وهم يلعنون سنسفيل ابو الأسعار ويسبون علنا المتسببين في الغلاء ، اسمعوني يا جماعة الخير ، في بعض البلدان نجد ان الروتين والجهل بالقوانين وراء ارتفاع الأسعار ، لكن في السودان فأن هناك عشرات الأسباب الداخلية والخارجية تتكامل بصورة رائعة وتؤدي إلى الغلاء ومن هذه الأسباب جشع المستوردين والتجار والغش التجاري اللعين وعدم وجود رقابة حقيقية على الأسعار المفلوتة ونوم الجهة المناطة بحماية المستهلك في العسل المر ،إلى جانب تعقيد الإجراءات الخاصة بتخليص السلع والفساد الإداري الضارب جذوره في المصالح والوزارات المعنية بالتعامل مع التجار والمستوردين أولاد الذي والذين ، إما الأسباب الخارجية فمرجعها ارتفاع أسعار النفط والفارق بين العملات وارتفاع أجور الشحن ، وحتى يمكن احتواء غلاء الأسعار التي تفرد عضلاتها يوميا ، يتوجب من الحكومة إصدار فرمان للنظر في استئصال الأسباب الداخلية وكسر شوكة الجشع والفساد المستشري في الوطن إما العوامل الخارجية فما علينا سوى ان نردد بالصوت العالي ( لينا الله وعيشة السوق ) ، للأسف في الوقت الذي ترتفع فيه الأسعار بمد تصاعدي في السودان نجد ان قيمة الإنسان تنخفض بصورة تدعو إلى الاستغراب ، وفوق هذا كله نجد ان الانتماء الوطني يتراجع بصورة كبيرة ، وهي ظاهرة تكاد تهيمن على ملايين السودانيين ، فالسوداني بجلالة قدرة يكون ولاءه للحزب أو للأيديولوجية اكثر من ولائه للوطن ، آخ يا قلبي من ناس الإنقاذ إلى ناس الحركة الشعبية يا قلبي لا تحزن .