يترقب كل الشعب السوداني بل والعالم الاستفتاء القادم يوم الأحد 9 يناير 2011 ويترقبه الشعب السوداني بتوجس وقلق بين غالبية حزينة من الشمال وغالبية فرحة في الجنوب، إذا صحت تقديرات الحركة الشعبية بأن نسبة من سيصوتون لصالح الانفصال عالية، ونعلم أن الدلائل والتحليلات السياسية تشير إلى اتجاه الجنوب بالانفصال، وسيصبح واقعاً لا محالة وسألت نفسي ماذا لو تم الاستفتاء وتم إعلان النتيجة بأنها انفصال فكيف يكون الحال؟ وماذا ستكون ردة الفعل في الجنوب والشمال وماذا نفعل؟. أولاً: بالجنوب فطالما أن الانفصال وقع بغالبية فسيفرحون ويهللون ويبتهجون وتطوف أمواج الاحتفالات المدن الجنوبية، وسيرقصون ويطربون، وللأسف هذا حقهم طالما خيارهم، ونأمل أن يحافظوا في موجة فرحهم هذه على أعصابهم من تفلتات بعضهم بالتعدي على الشماليين المتواجدين بالجنوب- إن وجدوا- وأن يحافظوا على حق الجيرة مستقبلاً. ثانياً: أما المشهد بالشمال: 1/ الترتيبات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية هي شأن الحكومة ولن تكون كيوم الاثنين الأسود. 2/ أما حالنا نحن المواطنين الشماليين سيكون حزناً على انفصال جزء عزيز من أرض الوطن دفعنا من أجل الحفاظ على وحدته المهج والأرواح والأموال. 3/ والسؤال ماذا نفعل كمواطنين شماليين في يوم إعلان الانفصال؟ في تقديري الآتي: 1/ رغم حزن الفراق ووقعه السيء على النفس أن نتقبل النتيجة كأنها قدر من مات لديه شخص عزيز، ولكن لا نشق الجيوب ولا نلطم الخدود ونلزم الهدوء. وضبط النفس والصبر نحتسب الأمر لله فللسودان الحبيب رب يحميه. 2/ أن لا نستعر من تواجد إخواننا الجنوبيين بالشمال بأي صورة أو بأي شكل من الأشكال. 3/ أن نتوقع الإشاعات فنتحسب ونحذر أن لا ننساق ولا نجرف وراءها. 4/ أن يساعد الإعلام في تهدئة الأجواء وبث الطمأنينة وأن يساعدهم في ذلك السياسيون بعدم إطلاق التصريحات السالبة. 5/ وعن شخصي فإنني يوم إعلان الانفصال سأنكس العلم لمدة ثلاثة أيام حزناً على فراق أخوة، وعلى أنفصال جزء عزيز من الوطن، وبعدها لنرفعه عالياً ونرفع فراش العزاء استنهاضاً للهمة للعمل والبناء والحفاظ على ما تبقى من وطن .. حسبنا الله ونعم الوكيل.