ü صاحب «القراية أم دق» بصحيفة الأحداث الزميل محمد عبد الماجد كتب في بابه المقروء مقالاً بعنوان الصلاة يوم القيامة تطرّق فيه لولاة الخرطوم بقوله إن والي الخرطوم الأسبق د. مجذوب الخليفة له الرحمة كان اختصاصي جلدية وواليها السابق د. عبد الحليم المتعافي هو طبيب بشري والحالي د. عبد الرحمن الخضر طبيب بيطري وإن الخرطوم بوصفها الحالي بحاجة إلى طبيب نفسي... وأسوق هذا المدخل اللطيف للزميل محمد عبد الماجد لأقول صحيح إن مطابخ القرار قد دفعت للخرطوم بأطباء من تخصصات مختلفة وإنّهم مع اختلافهم... في تخصصاتهم يختلفون في اهتماماتهم فالراحل مجذوب الخليفة كان اهتمامه الأكبر بالتعبئة السياسية والجوانب الأمنية على عكس المتعافي الذي نذر وقته للطرق والجسور وترقية الاستثمار والعلاقات الخارجية. أما د. عبد الرحمن الخضر الوالي الحالي فقد وجد نفسه مجبراً على أن ينساق وراء الأحداث المُتسارعة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد في انتخابات ثم استفتاء ومشكلات خدمية واقتصادية وتمدد متزايد للولاية كل يوم فصارت الأحداث القومية تشغله بحكم وضع الخرطوم بجانب هموم ولايته..... وهو لو أعاد ترتيب أوراقه يمكن أن يكون الطبيب النفسي الذي يُطالب به الأستاذ محمد عبد الماجد فالطبيب البيطري الذي بمقدوره معرفة علل ما لاينطق صاحب مقدرات كبيرة... وأرى أن الخضر كوالٍ منتخب سيُبقيه الدستور لأعوام قادمة حاكماً للخرطوم بحاجة إلى بداية العام بشكل جديد ومختلف لا يلهث فيه وراء الأحداث كل الأحداث صغيرها وكبيرها قديمها وولائيها فتقطع نفسه... وهو بحاجة إلى مُلتقيات مُتعددة مع مطلع العام... نُريد أن نشهد ملتقى للاقتصاد يضم أرفع القامات والكفاءات لبحث كيفية معالجة مشكلات الخرطوم الاقتصادية التي تتصاعد فيها الأسعار بشكل غير مُبرر ويتم التصديق لاستثمارات بلا مقتضيات ضرورة ولا تُحدد فيها الأولويات بحساب وعلمية وتحتاج إلى استنباط موارد جديدة غير زيادة الضرائب وإغلاق المحلات التجارية التي يعجز أصحابها عن دفع الجبايات و و و وو فالخرطوم في اقتصادها تبدو على مر عهودها وكأنها تعمل برزق اليوم باليوم وهذا منهج غير مطلوب كما نحتاج إلى ملتقى اجتماعي يضع أسس للمعالجات الاجتماعية يمنع أن نشهد ما نشاهده في دار الأطفال مجهولي الأبوين ويُعين على ضبط الشارع بأسلوب مختلف عن الحال بجانب ايجاد دور أفضل للصناديق الاجتماعية في معالجة مشكلات الفقراء وكذلك نحتاج لملتقى رياضي يبحث مشكلات الرياضة التي نصرف عليها صرف من لا يخاف الفقر والمُحصلة في الآخر لا كأسات تُحصد ولا سلوك جماهيري يحمد كما نحتاج لملتقيات مماثلة للفنون والثقافة لتفعيل الأدوار فالفنان التشكيلي ما يزال كائناً زائداً عن الحاجة بينما الخرطوم تعيش قبحاً وفقراً للجماليات واللمسات الفنية التي بوسع التشكيليين أن يفعلوها. كما نحتاج إلى ملتقى سياسي للساسة المُعتدلين والعقلانيين من كل فئات المجتمع ليس من بينهم الهتيفة الذين يطالبون بإسقاط الحكومة وإنّما الذين يفيدون في الوصول لتلاقي يحمي الوطن من مهددات الخارج ويرتب لتداول سلمي للسلطة مستقبلاً عقب انتهاء دورة الحكومة الحالية وبأسس تؤكد تحضّرنا... أقول إنّ كل هذه المُلتقيات مطلوبة سيدي الوالي لأن مجلس وزرائك ليس بوسعه أن يواجه وحده كل تحديات المرحلة وتداعيات الانفصال.... إنك تملك وزراء ومعتمدين أغلبهم لا نحس بهم وتتحمل وحدك عبء الحركة وهو عبء ثقيل ثقيل أخي الوالي. ü أخيراً د. عبد الرحمن إنّك تشكل حضوراً في مختلف المجالات إلا أن التحديات تقول إن القوي من يستصحب معه الأقوياء والذين ما أكثرهم ممن قلوبهم على الوطن لا المناصب والوجاهات.. وسّع دائرة الشورى لسنواتك المُتبقية وستكسب الكثير ولن تخسر.