أيام قلائل ويعلن المؤتمر الوطني اسماء مرشحيه لمناصب الولاة في مهمة تبدو صعبة ما لم يسبقها إيجاد معايير وعمليات جرح وتعديل خاصَّة وأن مطابخ القرار الاتحادية غير ملزمة باختيار من حاز على أعلى الأصوات في مؤتمرات الولايات خاصة وأنه باستثناء حالة أو حالتين حتى الآن جاء كل الممسكين بالسلطة بالولايات بأعلى الأصوات حيث فاز (عادل عوض )الذي شطر الوطني بالولاية إلى مجموعتين بأعلى الأصوات وفاز( علي محمود) في نيالا بأعلى الأصوات برغم وجود( كاشا ) صاحب حشود سبدو الشهيرة التي ناصرت البشير، وبرغم خبرة وحنكة كاشا. كما فاز د. (أحمد المجذوب ) ،رغم أن المسيرات التي كانت تخرج لاستقبال البشير كلها كانت تخرج مناصرة ودعماً للبشير الرجل المقبول في كل أرجاء البلاد، وحتى وسط الوان الطيف المعارضة.. والأمثلة تطول وتلتقي في أن الولاة الممسكين بمقاليد السلطة بالولايات حازوا على أعلى الأصوات برغم عدم مقبولية أغلبهم داخل ولاياتهم،وعدم قدرتهم على استقطاب أصوات غير موالية للوطني، ولم يختلف عن ذلك إلاَّ (أبو كلابيش ) في شمال كردفان الذي لم يستغل أدوات السلطة وإمكاناتها للفوز.. و من هنا نقول إن الوطني في امتحان صعب يكون نجاحه في تقديم القوي الأمين، و (المتعافي )المنافس للدكتور عبد الرحمن الخضر جربناه في الخرطوم واتضح أنه ليس والياً شعبياً وغير قادر على الاقتراب من الجماهير وغير متوازن في إهتماماته ليكون قريباً من كل الناس على عكس د. الخضر الذي جاء بفهم وإدراك لمهمته في الخرطوم الولاية التي تجمع بين ثقافات السودان المختلفة وأجناسه كما جاء مدركاً لتحديات الخرطوم المتجددة والتي تحتاج إلى تخطيط يراعي هذا التجدد من تزايد أعداد السكان من جراء الهجرة التي لا تنقطع من ولايات البلاد الأخرى، وهو في تقديري الأقرب للاختيار من المرشحين الآخرين الذين يتميز عليهم د. الخضر بمزايا وخصائص لا تتوفر لديهم أما الولاية الشمالية فإن المهندس الحاج عطا المنان تضعه خبراته وقدراته التي جعلت أهل جنوب دارفور يعضون بنان الندم عليه( الخيار الأفضل) خاصّة وأن صديقنا عادل عوض مع صراعه مع الوالي السابق وما شهدته الولاية في عهده من انقسامات جعل الولاية بحاجة الى رجل يجعل (الوطني) يفوز بالولاية التي يتردد أن الوطني سينزل فيها بأكثر من قائمة حال اختيار عادل عوض. وكذلك الحال في جنوب دارفور التي رجح فيها الصحفي أسامة عبد الماجد في الزميلة الانتباهة في تحليل منطقي كفة عبد الحميد كاشا لاعتبار أن علي محمود الوالي الحالي يصفه البعض بالحدة بجانب صراعاته القبلية التي أبرزها صراعه مع ناظر الفلاتة ثم خلافاته مع مجموعة أركو مناوي وغيرها ،بالإضافة إلى أن بيانات الطلاب التي وزعت أبان المؤتمر العام تحدثت عن عدم كفاءته علاوة على أن اختيار كاشا أمرٌ مرغوب فيه من الناحية القبلية أما في نهر النيل فإن د. أحمد المجذوب نفسه يدرك أن فرصته ضئيلة ولهذا اعتذر مبكراً عن الترشيح وخضع لمن أصروا ربما لإكمال عدد المرشحين إلى «5» ليبقى التنافس شديداً بين اللواء «م» محجوب حسن سعد مدير الشرطة السابق الذي يحمل سيرة حسنة ومدعوماً قبلياً إلا أن عدم تجربته في إدارة ولاية وقدرته على استقطاب الجماهير قد ترجح كفة( غلام الدين عثمان) صاحب التجربة الواسعة وتقربه للاختيار في مواجهة آخرين لا يملكون قدرة الخطاب الجماهيري أما في شمال دارفور فإن الأقدار وضعت الوالي الحالي عثمان يوسف كبر في مواجهة آخرين بعضهم جُرِّب ولم يقدم نموذجاً مميزاً، وآخرون بلا تجربة تم إكمال العدد بهم مما يضع صناع القرار أمام خيار ترشيح (كبر) برغم قناعة أهمية التغيير لرجل طال أمده بالولاية ولا تخلو تجربته من سلبيات أثَّرت على شعبيته ونواصل.