أنا بيك سعادتي مؤكدة وبلاك حياتي منكدة ياجميل..ما بصح ليك تعمل كدة ويسترسل أبو الريح حتى يصل إلى بيت القصيد المشهور: ما عندي مانع حتى لو.. ضيعني ساكن الموردة.. وهذا كان زمان الغناء للأحياء، وعلى الرغم من أن عبد الرحمن الريح من أبناء حي العرب.. إلا أنه اختار أن يغني لأهلنا في الموردة، حيث عطا كوكو ومحمود عبد الكريم، والتوم عبد الجليل، وعصفور السودان إبراهيم عبد الجليل، ودار فوز التي تنازعها أهل الثقافة بين دار فوز في الموردة (مبروكة)، والتي إنتهت نهاية تراجيدية معروفة، ودار فوز في نهاية فريق السوق وميدان الملجة، وقد ألمح إلى كل ذلك مؤرخ الجيل حسن نجيلة في ملامحه الثرة.. والغناء للأحياء كان ظاهرة أم درمانية حقيبية فنية فكل يغني لفريقه وحيه، وإن لم يكن للحي شاعره.. كلفوا من يقوم بالمهمة فأبوصلاح غنى لبدور القلعة وجوهرها، وعمنا سيد أخلص لحيه ومسقط رأسه، فغنى لنا لي في المسالمة غزال.. أما ظبية الهجرة.. فقد كتبت خصيصاً للحي العريق.. وأبدع فيها عمنا الشاعر المجدد عمر البنا.. أما حي العرب فقد خلده الشاعر، الأوقات جميلة والأيام طرب.. في حي العرب.. وللإنصاف فإن هذا الحي هو واحد من أكثر الأحياء عراقة وثراء وفناً في أم درمان.. بل هو حي أهل الفن والأدب والغناء غير منازع.. فمن ردهاته ودوره العامرة، خرج عبد الرحمن الريح، وسيد عبد العزيز، وعبيد عبد الرحمن، وعلي محمود، التنقاري، (كيف لا أعشق جمالك) ومحجوب سراج، وعبد الله حامد الأمين، صاحب الندوة الأدبية والقصيدة الجميلة(كلمة) التي يغنيها كثنائي الفنان الراحل محمد الحويج (خريج معهد الموسيقى العربية) والفنان الكبير عثمان حسين.. وكيف أنه قدم من الشعراء الكبار كرف، ومحمد سعيد الكهربجي، والشريف البيتي، والنور عثمان وغيرهم من كبار الشعراء.. أما أهل الفن وملوك الأغنية فكلهم من حي العرب وأولهم الجابري، وإبراهيم عوض، وعمر أحمد، ومحجوب عثمان، والتجاني السيوف.. والقائمة تطول، ولذلك إنطبق عليه المثل الصحيح وهو حي العرب (الأوله ذهب والآخره طرب).