ما حدث فجر أمس، وفي ساعات الصباح الأولى من تفجير استهدف مُصلين أمام كنيسة القديسين ماري جرجس، والأنبأ بطرس في مدينة الإسكندرية، ثاني أكبر المدن المصرية، هو جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وليس هو من الدين الإسلامي في شيء لأنه دين عدل وحق، ومساواة وهو دين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الذي حدث في الإسكندرية بالأمس لم يكن يستهدف الطائفة القبطية، بل يستهدف مصر كلها، من خلال تفجير براكين الفتنة الطائفية والدينية لإضعاف مصر، ومن بعدها كل المنطقة.. وقد يقع البسطاء والمتحمسون والمتشددون في مثل هذه الفخاخ والشراك المنصوبة بعناية ودهاء وذكاء ومكر شديد.. ولكن حسناً فعلت الجماعات الدينية الإسلامية وعلى رأسها جماعة الأخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، عندما أدانت الحادث وتبرأت منه.. وحسناً فعلت المؤسسات الإسلامية الثلاث في الشقيقة مصر ممثلة في الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، عندما أدانت الحادث ووصفته بالعمل الإجرامي والإرهابي المذموم، وإن المسلمين منه براء، وإن هذا الفعل الشنيع غير المسؤول لا يمكن أن يصدر عن مسلم يعلم حقيقة الإسلام وما يأمر به. وحسناً فعلت المملكة العربية السعودية الشقيقة بإدانتها لهذا التفجير الإرهابي على لسان المسؤولين بوزارة الخارجية، مشيرين إلى أن مثل هذا العمل لا يقره ديننا الإسلامي الحنيف ولا تقره الأعراف والأخلاق الدولية. علينا جميعاً أن ندين مثل هذا الفعل الشنيع.. وعلينا جميعاً أن نمنع فتنة تستهدف كل العالم الإسلامي من خلال ما يمكن أن نسميه «إعلان حرب الطوائف» التي تستنزف الأرواح والموارد وتقعد بنا عن بلوغ ما نصبو إليه من مستقبل واعد بالخير والأمن والرخاء. أحرّ التعازي لشعب مصر الشقيق وحكومته الكريمة، وأحر التعازي لأهالي الضحايا من مسيحيين ومسلمين الذين أُريد لهم أن يكونوا شرارة تُشعل فتيلة الحرب داخل مصر.. ونسأل الله أن يُديم الأمن والطمأنينة في بلادنا وفي مصر وفي كل بلاد المسلمين.