التفجير الذي إستهدف كنيسة القديسين مارى مرقس والأنبا بطرس بالاسكندرية ليلة عيد الميلاد ورأس السنة للعام 2011م يجب أن يقابل بالإدانة ومثل هذه الأعمال تزرع بذور الفتن بين مواطني الدولة الواحدة وتزهق روح الأبرياء ولا تفرق بين مسلم ومسيحي وبرئ ومتهم وزنديق ومتدين. مثل هذه الأعمال التي تنفذ يوجه فيها الإتهام دائماً إلي متطرفين مسلمين وينتهز من يعملون دائماً إلي إشعال نيران الفتنه إلي الإدانة المسبقة لهم من قبل أن تصل السلطات إلي الحقائق والبينات وهذا عين ما تريده الجهات المنتفعة بإثارة الفتن. نقلت بعض وسائل الإعلام الإلكترونية خطاب التسليم الذي ألقاه اللواء عاموس بادلين الرئيس السابق للإستخبارات الحربية الإسرائيلية خلال الحفل المراسمي لتسليم مهامه للجنرال أفيف كوخافي قال فيه أن مصر هي الملعب الأكبر لنشاطات جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلية وأن العمل في مصر تطور حسب الخطة المرسومة منذ العام 1979م وأن جهازه أحدث الإختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع ونجح في تصعيد التوتر والإحتقان الطائفي والإجتماعي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً ومنقسمة إلي أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الإهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية لكي يعجز أي نظام يأتي بعد حسني مبارك في معالجة هذه الحالة من الإنقسام والوهن. أليس من اعمال العقل أن نفكر في مثل هذه البجاحات والتطاول علي قلب الأمة العربية من جهاز المخابرات الإسرائيلي في كل عمل يؤدي إلي الفتنة في أن يكون هذا الجهاز من ورائه ومن تدبيره المباشر وغير المباشر. المسلمون من أنحاء الدنيا كافة أدانوا هذا العمل المفجع في حق الأبرياء وكل عمل يشابهه أو يقاربه لا يقع موقعاً طيباً في نفس أي مسلم.. شاهدت أمس الأول في قناة الجزيرة الدكتور يوسف القرضاوي يستنكر هذا الفعل الشنيع ويتحدث عن وجوب حماية المسلمين لغير المسلم في أرض الإسلام وجاءت الإدانات من شخصيات إسلامية بارزة في مصر وخارجها بالإضافة إلي الإدانات من الدول في بيانات رسمية. بعض الدول والإتحادات الغربية تنتهز مثل هذه الأعمال لتصدر البيانات لتعلمنا كيف نعامل مواطنينا ولا تدري أن القول والفعل في الإسلام حسم هذا الأمر قبل وثائق الحقوق التي صدرت في أوروبا في حفظ حقوق البشر كافة بغض النظر عن دينهم وعن حفظ حقوق غير المسلمين في آداء شعائرهم وحقهم في العيش الكريم. الإتحاد الاوروبي وعلي لسان كاترين أشتون منسقة السياسة الخارجية والأمنية لديه طالبت الحكومة المصرية بضرورة توفير الحماية وحرية العبادة للمسيحيين في مصر وممارسة شعائرهم. أما الحكومة الفرنسية فقد أعلنت تضامنها مع أقباط مصر وإلتزامها بالدفاع عن الحرية الدينية في مصر.. حتي بابا الفاتيكان بندكتوس السادس لم يحسن كلماته في خطابه في أعياد الميلاد عندما أدان الحادث وطالب بحماية المسيحيين مما عده شيخ الأزهر تدخلاً منه في الشؤون الداخلية لمصر. التوتر بين الأزهر والفاتيكان عين ما يريد عاموس بادلين من خلال خطابه الذي أشرنا إليه. هل تنتبه الدول العربية والإسلامية إلي البؤر والمنابع الحقيقيةلإشعال الفتن بين مواطنيها..!؟