(1)دثرني صمتي بلحاف من ماء الكلمات.. وأخفي رأسي تحت سحابته.. لم أندم.. عانقت الصمت.. وأطلقت لأجفاني ماء الحزن.. وغيم الحسرات.. «نصف بلادٍ لا تكفي».. يختالني فرح ينشر ضوءاً مكسوراً أية أشباح تسرق نصفي.. (2)في ندوة جامعة الخرطوم السنوية.. التي انعقدت خلال الأسابيع القليلة الماضية.. تفوق البعض على أنفسهم.. وأتتهم الشجاعة من حيث لا يحتسبون.. وقالوا- والعهدة على الراوي- إن مستقبل السودان معلق في الهواء.. وإن اتفاقية «نيفاشا» تركتنا على محجة غبراء.. نهارها كليلها.. وليلها مدلهم بلا آمال».. لذا فإن الكثيرين منا أصبحوا بلا آمال.. فيما يتعلق بالوحدة بين الشمال والجنوب.. وفقاً لهذه التصريحات المتوالية والسجالات التي لا تنتهي بين الشريكين.. أصدر البعض أحكامهم المسبقة بأن مصير الشمال والجنوب هو «الطلاق» الذي لا رجعة فيه.. البائن بينونة كبرى.. وهذه الأقاويل فيما أرى ليست إلا مجرد ترهات وتكهنات.. أراد مروجوها صرف الآخرين عن يقينهم بحتمية السودن الواحد الذي يتعايش فيه الناس «سوا.. سوا».. وكلنا أخوان! (3)أهل بلادي.. الغبش.. الغلابة.. جأروا بالشكوى.. حتى «لطوب الأرض» من ارتفاع الأسعار.. وغلاء المعيشة.. في بلدٍ يرانا فيه الكثيرون «سلة» لغذاء العالم.. بينما أهله يأكلون من خشاش الأرض. لذا فإني أرى أن «رؤوس» «اللصوص» الذين احتكروا السلع.. وفعلوا ما فعلوا بالمواطن المسكين.. والتي أينعت وحان قطافها- أيها السادة الوزراء- نحتاج لأكثر من هذه الخطب والتهديدات.. لأن هؤلاء «المجرمين» يستبيحون أرزاق الناس ويأكلون السحت والربا.. وفقاً لما يزعمون أنه «فقه» المرحلة.. الذي يقضي بأنه على «كل حشاش أن يملأ شبكتو». وبالطبع.. فإن المواطن هو صاحب الشبكة الوحيدة.. الخالية.. فماذا أنتم فاعلون؟! (4)وأرى قفصاً يتهاوى وقيوداً حولي تتساقط وآخر كعصفور يتشوق للشمس.. وللنسمات وتفلت روحي من جثث ووجوه كالأحذية الملقاة على العتبات! ü الأبيات أعلاه للشاعر اليمني «عبدالعزيز المقالح»