قضيت نهار أمس الأول الثلاثاء بكلية الموسيقى والدراما بين أعضاء هيئة التدريس وطلاب الكلية ومع ابداعات هؤلاء وأولئك بالقول أنساً وبالفعل راحة وبهجة وكلية الموسيقى والدراما الإبن الشرعي والحبيب لمعهد الموسيقى والدراما والمسرح قصة معاناة واثبات أبوة وايجاد مأوى وتأكيد هوية عايشناها فى حقبة السبعينيات الماضية طلاباً وجيلاً وعند الثمانينيات وبعض سنين التسعينيات ممارسين قريبين من الأجهزة وقنوات الاتصال المشتركة فى العام 1969 تم إنشاء معهد للموسيقى والمسرح والفنون الشعبية يتبع لوزارة الثقافة والإعلام وشهد فى هذه الفترة التى لم تشهد استقراراً سياسياً تاماً بعض التحولات فى ادارته وفى هويته واستيعاب الدارسين فيه الى أن انتقلت تبعيته للمجلس القومي للتعليم العالي فى العام 1976 عندما صدرت قرارات رئيس الجمهورية بانشاء جامعات جديدة وقامت أيضاً فى تلك الفترة كليات ومعاهد عليا إلا أن تبعية المعهد لوزارة التعليم العالي لم تكتب له الاستقرار فى مقره وادارته وإن حددت شروط القبول له وفقاً للوائح التعليم العالي وكذلك الدرجات العلمية التي يمنحها وشروط تعيين وخدمة الهيئة التدريسية فيه . مع قيام ثورة التعليم العالي مطلع التسعينيات والتي فرضت إنضمام كل المعاهد العليا والكليات المستقلة الى جامعة من الجامعات كان نصيب جامعة السودان إنضمام معهد الموسيقي والمسرح إليها وكان إختياراً موفقاً لجامعة ناهضة ذات جذور متعمقة مثل جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا والتى حولته فى العام 1998الى كلية الموسيقي والدراما جيلنا الذى درس الجامعة فى النصف الثاني من السبعينيات الماضية يتذكر زملاءه فى معهد الموسيقى والدراما حينها ويتذكر أيضاً كورنة الأعمال السودانية عندما غزا الكوريون المعهد بأساتذة جيئ بهم للتدريس فخرجت أعمال سودانية المنشأ كورية النكهة والطعم ولم يطعمها معظم السودانيين أو يهضمونها رغم الجهد والاجتهاد للهيئة التدريسية الكورية اليوم كل أعضاء هيئة التدريس بكلية الموسيقى والدراما من السودانيين من معيدين ومحاضرين وأساتذة مساعدين وأساتذة مشاركين وأساتذة « بروفسور » ومايميز هيئة التدريس هذه أنها من أهل الابداع الممارسين سلفاً لمجالات تخصصهم فى المسرح والدراما والصوت والاخراج وكل الشعب والأقسام العلمية بالكلية وهم رموز يعرفهم أهل السودان أهلوا أنفسهم وتسلحوا بالدرجات العلمية فكان عائد ذلك أن قدموا الأعمال التى ارتفعت بالذوق السوداني وتغلغلت فى داوخله من خلال بصماتهم فى الوسائل الجماهيرية أو المباشرة وصار السودانيون يجلسون وينصتون للموسيقي البحتة وخير شاهد على ذلك أماسي الخرطوم الموسيقية التى كان تنفيذها على عاتق الكلية أساتذة وخريجين وطلاب من خلال الأعمال الموسيقية الراقية للفرق الخاصة أو من خلال الأوركسترا التى تصاحب كل مطرب من المطربين وشاهد آخر عودة كورال الكلية الذى توقف عن الظهور على خشبة المسرح القومي من خلال أعمال كورالية كاملة لقرابة الثلاثين عاماً وعاد متطوراً وأنيقاً من على خشبة المسرح القومي السوداني عشية عيد الاستقلال يوم السبت الماضى من خلال الحفل الذى أقامته قناة النيل الأزرق قناة الابداع الأولى فى السودان والتى تسهم هذه الأيام فى نقل الصورة الحقيقة للعاصمة الآمنة المطمئنة التى يسهر مبدعوها على إعادة مسرح حياة السودانيين الى طبيعته وأيام صفائه السموأل - البارودي - كلية الموسيقى والدراما - قناة النيل الأزرق الشراكة الفالحة بينكم بتوظيف امكاناتكم ونثر ابداعاتكم عبور بالسودان الى الضفة الأخرى لنودع ضفة الآلآم والضيق والاحباط التى ندعو ونرجو مغادرتها .