في ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة، في نفس الميعاد أقبلت كعادتها شهرزاد لتحكي لشهريار أروع ما لديها من حكايات لتقول بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد زواج فلان الفلاني من فلانة الفلانية.. نعم هذا حديث شهرزاد فقد عادت مرة أخرى بصورة جديدة عبر الأسر السودانية التي أعادت ذكراها بغرض الاحتفال بها والاحتفال بأبنائها عبر كلماتها هذه التي تصدرت مقدمة كروت الدعوة لمناسبات الزواج وأعياد الميلاد وغيرها من المناسبات السعيدة كنظام جديد في توجيه الدعوات بعيداً عن الطرق والأساليب التقليدية، فقديماً كانت الدعوات توكل لأشخاص بعينهم يجوبون الأسر والأحياء لتقديم الدعوات للمناسبات المختلفة شفاهة، وتطورت بعد ذلك بتوزيع كروت الدعوة على الأسر، ولكن إلى وقت قريب كانت بشكل عادي وطباعتها بسيطة تحمل في طياتها عبارات مكتوبة ومتكررة في غالبها، وكأنها متعارف عليها مثل (شمس التهاني أشرقت أنوارها).. و(وسط الزغاريد والعديل والزين) وغيرها، ولكن في الفترات الأخيرة انعكست التكنلوجيا الحديثة والتقنيات الجديدة وأصبحت كروت الدعوات تطبع بأشكال وألوان مختلفة، ومضمون كتاباتها يختلف من أسرة لأخرى، حيث أصبح هناك تنافس بين الأسر بتقديم أسلوب جديد ومتفرد في تقديم الدعوات رغم كلفتها العالية، والتي يتراوح ثمن الكرت الواحد منها ما بين 50-30-25-20 جنيهاً، ومع ذلك هناك إقبال كبير جداً عليها خاصة باهظة الثمن التي يطلق عليها بعض أصحاب محلات طباعة الكروت مسمى (الكروت الملكية)، ففي كل يوم نشاهد أسلوباً مختلفاً عن سابقه في شكل وأسلوب وكتابة كروت الدعوات بصورة أنيقة حتى قال أحد الظرفاء أصبحنا نحدد فخامة الاحتفاليات المختلفة من شكل وفخامة كروت دعواتها، كما انعكس تطور تقنية كروت الدعوات على بقية مستلزمات المناسبات باختلافها خاصة فيما يتعلق بشيلة العريس، وأصبحت هناك محلات متخصصة في تغليفها في مختلف أرجاء العاصمة، وتتفنن في ذلك بإتقان تام خاصة (الأموال) التي تخرج بأشكال مختلفة مثل كأسات الورود والسفن والأشجار والمنازل وغيرها كما تبدو في الصورة.