حينما يقترب موعد الزواج يدخل العريس في دوامة من الطلبات والهواجس المتعلقة بمراسم «العرس» إذ لابد من أن تكون الترتيبات جاهزة.. وأكثر ما يكون همه هو تقديم الدعوة للأهل والأصدقاء، فنجد كيفية وشكل «الكرت» تأخذ حيزاً من التفكير والترتيب.. وكثير من العائلات تربطها علاقات مع الطبقات البرجوازية في المجتمع وبالتالي لزاماً أن يكون شكل بطاقة الدعوة على قدر من الجمال والأناقة، من نوعية «البطاقات» الغالية المغلفة بالقطيفة أو قطعة قماش مخملية مكتوب عليها بالأحرف الذهبية» ويحمل أحد ألوان الفرح مثل «الابيض والأوف وايد، والبنفسج». ومن الأمور التي سادت بين بعض العائلات قيامهم بتقسيم «بطاقات الدعوة» الى ثلاث طبقات حسب المستويات الإجتماعية كل مستوى تطبع له «بطاقات تشبهه».. آخرون يطبعونها على شكل واحد زاهي المنظر وفيه إشارة إلى شكل المناسبة والطراز الذي ستكون عليه.. فهل يجوز لنا أن نقيس أنفسنا ونقيمها بهذه «الوجاهات» الاجتماعية»؟؟؟ (أم أيمن) قالت: كل ما يتعلق بالمناسبات في مجتمعنا قد تغير، ففي الماضي لم يكن شكل «الكرت»، أو قيمته من الضروريات بل موعد المناسبة وعقد القرآن والمكان هو ما يهم المدعوين». أما في يومنا هذا فكل شيء صار مكلفاً ولايستطيع الشباب القيام به خاصة الذين هم في بداية حياتهم. أما «هيثم» الطيب» فقال كل ما تعتبره الفتيات مواكبة للموضة في تجهيز «الزواج» يجعلنا لا نفكر فيه بوضعنا الحالي والظروف الاقتصادية الصعبة إلا بعد توفير «مليارات» من الجنيهات.. وقال «مزمل بشير» طباعة الكروت ليست ضرورية في المناسبات فهناك اشياء كثيرة تنوب عنها مثل «الموبايلات، الانترنت، الفيس بوك» كل هذه وسائل يمكن استخدامها لايصال الدعوة لمن نريد.. بينما تقول «ايمان» وهي مقبلة على الزواج ليس في تفكيري طباعة كروت للفرح لأنه بثمن الكرت الواحد يمكن أن أتصل بكل الاهل والاصدقاء لدعوتهم وبأقل تكلفة ممكنة وبضمان معرفتهم بمواعيد الزواج وبقية التفاصيل (الموبايل يكفي).. وقالت «أمنية عبد الواحد» شيء جميل أن نطبع بطاقات فرح وبشكل أنيق لانها تجعل للمناسبة مذاقاً جميلاً خاصة إذا كانت خارجة عن المألوف، فالبطاقة تبقى ذكرى «حلوة» في النفوس.. وذكر «وائل» لا بأس من أن يحتوي الفرح على بطاقات رائعة وليس من الضروري أن تكون مكلفة ولكن بالمعقول، لأن هناك بعض الأهل لا يقبلون الدعوة إلا بعد وصول بطاقة دعوة ولا يشاركون في المناسبة بغيرها لذا نجد الكثيرين يضطرون إلى طباعة بطاقات للدعوة. * الدكتور فتح العليم عبد الله قال: بدأت الدعوات منذ قديم الزمان وهي تعبير عن الأفراح، فكانت في جنوب كردفان والاقاليم ب «النقارة» والدخان بالنهار لوضوحها وبذلك يعرف الأهالى وجود مناسبة في هذا المكان ومن ثم يبدأ التوافد عليها.. وأشار إلى أن الكروت ظهرت في السودان عام 0491م وكانت تأتي في شكل أوراق عادية وتحمل من التعابير مثل (ودامت الافراح) وتعني وجوب المجاملات المادية المتبادلة.. و (لكم الشكر) تعني عدم المجاملات المادية.. وحديثاً ظهرت أنواع «للكروت» وذلك حسب الوضع الاقتصادي لصاحب المناسبة وقد تم تصنيفها إلى ثلاثة مستويات إقتصادية، وهي الطبقة الثرية وهذه «بطاقاتها» مزينة ومزخرفة بماء الذهب ويتراوح سعر الكرت الواحد ما بين «01 - 51» جنيهاً سودانياً. والطبقة المتوسطة وهي كرت بداخل ظرف ويكون تحايل على الوضع الاقتصادي ، الطبقة الدنيا وهي كرت عادي يستخدمه المواطنون متوسطو الحال، كما انحصرت دعوة الفقراء على التلفون أو الرسالة وكل ذلك يرجع إلى الوضع الاقتصادي الصعب بحيث تطلب بعض الفئات تعليقاً في «الكرت» بعدم اصطحاب الاطفال، ويكون بطريقة دبلوماسية جميلة وعبر أبيات من الشعر.. وقال «فتح العليم» اخيراً ظهرت طائفة من الجماعة المتشددين بمنع كتابة الآيات القرآنية على الكروت واستعارة أبيات شعر عوضاً عنها.