لوّحت القوى السياسية المعارضة «الإجماع الوطني» بانتفاضة شعبية على غرار انتفاضة تونس للإطاحة بنظام المؤتمر الوطني وكشفت عن تنسيق متكامل مع عدد من الهيئات والنقابات الشعبية بالولايات والحركة لإنجاح خطة الإطاحة. وطالبت المعارضة بضرورة إقالة وزير المالية وحل البرلمان لكن المؤتمر الوطني اعتبر مطالبها خروجاً صريحاً عن الدستور ووصف مواقفها بالانتهازية واتّهمها بالسعي للاعتماد على الشعب كوسيلة لحملها لسدة الحكم لافتاً النظر إلى أن المواطن السوداني أوعى من ذلك.وأمهلت المعارضة النظام حتى إعلان نتائج الاستفتاء للموافقة على مطالبها بقيام حكومة انتقالية وعقد مؤتمر دستوري والاتفاق على برنامج وطني وإجراء انتخابات تؤسس لجمهورية برلمانية مدنية قائمة على التداول السلمي للسلطة.وقطع فاروق أبو عيسى المُتحدث الرسمي باسم قوى المعارضة في مؤتمر صحفي أمس بدارالحزب الشيوعي بالخرطوم قطع بعدم خوفهم من تهديدات المؤتمر الوطني لهم بالسجن والقتل. وقال «لقد جربنا السجون ولن نخاف الموت». وكشف أبو عيسى عن انعقاد اجتماع يضم قادة المعارضة خلال 72 ساعة للخروج برؤية موحدة حول كيفية إسقاط النظام وإحكام التنسيق للخروج للشارع.وأشار أبو عيسى إلى أن برنامجهم الوطني يحتوي على خطط طويلة وقصيرة ومتوسطة المدى لرفع الضائقة المعيشية عن كاهل المواطن، وزاد أن قوى الإجماع الوطني ستعمل على تأسيس علاقات إستراتيجية بين الشمال والجنوب حال الانفصال، وأكد أبو عيسى أن الدستور سيفقد صلاحيته والحكومة ستفقد شرعيتها حال ذهاب الجنوب. وأضاف أن حديث الوطني حول وراثته للشمال عقب الانفصال مرفوض، مشيراً إلى اتفاقهم حول سياسات دستورية في المستقبل تقوم على النظام الجمهوري والرجوع للنظام القديم عبر تقسيم السودان إلى 6 أقاليم.وفي السياق لم يرفض د. كمال عبيد وزير الإعلام مناقشة مسألة اعتماد نظام ال (5) أقاليم بعد الانفصال، وقال في تصريحات صحفية أمس بالمركز العام للمؤتمر الوطني «ما عندنا مانع في مناقشة موضوع ال (5) أقاليم بعد الانفصال مع الأطراف المعنية والجلوس معهم لسماع أطروحاتهم»، وأكد عبيد رغبة حزبه في التحاور مع القوى السياسية المعارضة دون إبداء اشتراطات مسبقة. ووصف عبيد الحديث عن عدم صلاحية الدستور بغير المناسب مطالباً القوى السياسية المعارضة بالتعامل مع النظام القائم باعتبار أن الدستور الموجود شاركت في إجازته كافة القوى السياسية.ومن جهته وصف د. قطبي المهدي أمين أمانة المنظمات بالمؤتمر الوطني مواقف القوى السياسية المعارضة بالانتهازية وقال إنها تسعى للاعتماد على الشعب السوداني كوسيلة للوصول للحكم.