تذكرت الراحل د. إبراهيم عبيدالله والي الجزيرة الأسبق وأنا أشاهد العجوز الشمطاء البارونة كوكس من خلال أجهزة الإعلام، وهي تحتفل مع الجنوبيين في لندن بالانفصال، وتقول لهم إنها قد عملت له طويلاً، وكلنا يذكر مواقفها القبيحة التي جعلت د. إبراهيم يلعنها في كل لقاءاته الجماهيرية، للدرجة التي يحكي فيها أن سائقه قد نام خلال أحد اللقاءات الجماهيرية التي كان يخاطبها الدكتور فأيقظه سائق إحدى سيارات الحراسة لينهض مذعوراً وهو يقول: (الوالي وصل البارونة كوكس) فرد عليه الحرس بالنفي، فعاود النوم لتعوده بأن خطابات الوالي كلها تنتهي بلعن البارونة كوكس، ولا ينتهي أي خطاب بدونها.. والبارونة من الأجانب الذين أدخلوا أنوفهم في قضية الجنوب، وحرصوا على الانفصال، وهي زعيمة التطرف الأصولي المسيحي، والتي تقود مشروع تقسيم السودان إلى دويلات، وقد شاركت في تنظيم مؤتمر اسمرا الشهير، الذي أهم أجندته فصل الجنوب والغاء الشريعة واسقاط النظام، وهي التي اتهمت السودان بممارسة تجارة الرق، وهي التي حرضت على المسلمين في كتابها الإسلام واللااسلاموية، كما أظهرت الأدلة أن البارونة كوكس كان لها دورها عبر منظمة التضامن المسيحي في مساندة متمردي الجنوب، وتعاونت مع المخابرات الأمريكية لدعم الجنوب ضد الحكومة في إطار مخطط فصل الجنوب عن الشمال، والبارونة ومنظمتها جزء من المخطط الكبير الذي شاركت فيه لوبيات كثيرة أمريكية صهيونية، عملت كلها على استخدام كافة مفاتيح الجنوبيين من حديث كاذب عن الرق، ومن إدعاءات بالظلم والتهميش و.. و.. و.. لتأتي الوعود بجنة واشنطن عقب الانفصال، وهذه المنظمات هي نفسها التي تسارع الآن بالضغط لدعم الحكومة المرتقبة في الجنوب، حتى تحقق أجندتها من الفصل الذي سعت له وما أكثر أجندتها. حاجة ثانية: السيد الإمام الصادق المهدي حالة محيرة في السياسة السودانية، وهذه القناعة ربما هي التي شقت حزبه وفرقت دمه بين الأحزاب.. هذا الرجل برغم فشل تجاربه بسبب تردده، إلا أنه مايزال سادراً في ذات النهج، ونجده هذه الأيام مرة مع اسقاط الحكومة الحالية، وفي أخرى مع تغيير منهج النظام وسياساته.. فلا ندري مع أيهم؟!. حاجة ثالثة: السموأل خلف الله وزير الثقافة يجب ابقاؤه في الحكومة الجديدة في موقعه، فالرجل استطاع أن يحرك جمود الثقافة، وأن يقرب كافة ألوان الطيف السياسي من أهل الثقافة والفن اليه، وهذا ما افتقدناه في السنوات الماضية في الوزارة التي مر عليها وزراء كُثر، كلهم دخلوها وخرجوا منها دون أن يتركوا أثراً في الساحة الثقافية.. برافو السموأل. حاجة أخيرة: حسن فضل المولى مدير قناة النيل الأزرق، قدم النموذج للمدير المثالي الذي استطاع أن يدير قناة لا تعتمد على الحكومة في دعمها، كما يحدث في الفضائية السودانية، التي برغم الدعم الكبير إلا أنها تعاني في توفير مستحقات العاملين والمتعاملين مع القناة كل شهر.. وللرجل ميزات جعلته قريباً من المبدعين، كما جعلته منسجماً مع مدير البرامج ونجوم القناة، التي صارت مساحة لتفريخ النجوم في كل جانب. حاجة أخيرة أيضاً: دعونا نتجاوز محطة الأحلام بوطن عاش ديمقراطياً، إلى العمل من أجل ذلك من خلال توحد الصفوف.