مدثر محمد عبد الله مدير الإعلام بوزارة العمل، معاق بفقد حاسة السمع إلا أنه استطاع أن يثبت لنفسه ولمن حوله قدراته العالية في مواصلة مشواره دونها.. فكانت الورقة والقلم صديقاه على الدوام، فهما وسيلته في إيصال ما يريد قوله لمن يتحدث معه.(آخر لحظة) جلست إليه لتتعرف عليه أكثر فمعاً نقرأ ما كتبه مدثر خلال رده على الأسئلة. مدثر عن قرب؟ مدثر محمد عبد الله أُصبت بإعاقة منذ الطفولة وكانت تحدياً بالنسبة لي، ولكن بالرغم من ذلك تفوقت على الأصحاء في شتى المجالات، فكنت من ضمن العشرة الأوائل حتى تخرجت في جامعة القاهرة بالخرطوم كلية الحقوق تنظيم مهنة القانون، والتحقت بالدراسات العليا دبلوم القانون الخاص والعام.. وعند تحويل اسم الجامعة إلى النيلين وتبديل المناهج تركت الجامعة واحترفت الصحافة وأصدرت كتاباً اسمه (رحلتي مع الأيام والكتاب) أحكي فيه تجربتي لتكون زاداً للأصحاء قبل المعاقين. من أي منطقة في السودان وهل لديك أبناء؟ متزوج والحمد لله منذ ست سنوات ولي ابن اسمه نصر الله، وسميته هذا الأسم لأن مولده كان في رمضان صادف ذكرى فتح مكة كما أنني سميته تيمناً بالأمين العام لحزب الله المجاهد «حسن نصر الله»، لأن مولده تزامن مع انتصارات حزب الله على الكيان الصهيوني.. أما عن المنطقة أنا شخصياً لا أؤمن بالقبلية، وكل أجزائه لنا وطن. متى تخرجت وماذا عملت قبل أن تكون مديراً للإعلام؟ تخرجت في عام 1990م وعملت مباشرة بالإعلام بوزارة العمل بالإضافة إلى أنني كاتب متعاون مع الصحف. هل واجهتك أي مشاكل؟ في الحقيقة لم تواجهني أي مشاكل لأني تعاملت مع المجتمع كشخص عادي. قلت بأنك درست القانون وهو صعب هل كنت من المتفوقين فيه؟ نعم كنت من المتفوقين فيه ودرست حقوق الإنسان باللغة الفرنسية، وطيلة حياتي العلمية لم يحدث أن رسبت في مادة. مواقف مازالت عالقة بالذاكرة؟ الذكريات كثيرة لا تحصر ولا تعد منذ التخرج من الجامعة، وكلها في كتابي (رحلتي مع الأيام). هل تمارس أي نوع من الرياضة؟ رغم الإعاقة كنت أمارس الرياضة وكنت حارس مرمى حتى ثالثة ثانوي وكنت حارساً ممتازاً لأني كنت أعرف أسلوب المهاجمين، وأضاف أشجع فريق الهلال. نصيحة لكل المعاقين؟ في الإنسان طاقة هائلة متى ما فجرها لا شيء يقف أمامه، وقوة الإنسان في عقله الباطن، فمتى ما أوحيت لعقلك الباطن بأنك عظيم سوف تكون عظيماً ومتى ما أوحيت لعقلك الباطن بأنك عاجز تكن عاجزاً. رأيك في الفن السوداني؟ تتجلى عظمة فناني الجيل الماضي في أنهم يختارون النصوص الشعرية الممتازة، على عكس فناني اليوم يختارون النصوص الرديئة كمثال (راجل المراة) وغيرها. ختاماً ماذا أنت قائل؟ أتمنى مقابلة الأديبة ليلى أبو العلاء شقيقة حسن عوض أبو العلاء، خاصة وأن أغنية «سفري السبب لي أذاي» ذكرتها في كتابي، والأغنية يؤديها الفنان الراحل أحمد المصطفى، كما أنني أشكر صحيفة (آخر لحظة) والأستاذ مصطفى أبو العزائم ابن الهرم أبو العزائم.