سبحان الله بعد (21) عاماً من فقدان البصر أبصرت ماجدة على عيسى لترى أول مرة من أنجبتهم على وجه البسيطة، أبصرت بعد هذا الفقدان الطويل لتفتح عينيها لترى من حولها.. أنها أقدار الله.. الذي ربما أراد أن تشاهد ماجدة الفريق القومي لشمال السودان يلعب ضد فريق جنوب السودان، ليقصي أحدهما الآخر في منافسات بطولة الأندية الأفريقية القادمة، وربما لحكمته في أن تبصر سلفاكير وهو يضع رجلاً على رجل في قاعات القمم الأفريقية والأمم المتحدة، وربما جامعة الدول العربية بأمر واشنطن ليصوت في قضايا السودان الشمالي. أبصرت ماجدة ربما لترى خائب الأحزاب المعارضة والتعيس وهما خجولان من مواقفهما تجاه قضايا الوطن، خاصة انفصال الجنوب الذي يتحملان وزراً كبيراً فيه بموقفهما السالب تجاه التأثير على الحركة الشعبية حليفتهم، وترك واشنطن وتل أبيب يفعلان ما يشاءان في الملعب الخالي. أبصرت ماجدة ربما لترى فينا همة جديدة في مواجهة التحدي الماثل، وسوداناً شمالياً جديداً روحاً وعملاً وقامة ربما.. فالكفيفة سابقاً ماجدة التي حضرنا أمس احتفال الشبكة الطلابية بنجاح عمليتها التي كانوا وراءها، والتي جعلت المرأة تفتح عينها بعد (21) عاماً كانت لا ترى خلالها شيئاً وكانت فقط تسمع.. تسمع عن باقان الذي صار فجأة بطلاً يتحكم في مصير وحدة وطن.. وتسمع عن غرايشون وونتر و.. و.. ولا شيء تفعله غير القول إنها وساطة بألف غرض. أبصرت ربما لترى حالاً جديداً ليس فيه ماكنا نرى.. فقد كنا نرى أن من يدخل أي موقع خدمي حكومي لو التقطت له الكاميرا صورة وهو داخل، والتقطت له أخرى وهو خارج للاحظنا الفرق.. بين انشراح الدخول وغضب الخروج من تردي الخدمة المدنية بالتسيب من تعال بكره، وأنت مستعجل لاحق شنو! اللهم أجعلها تبصر نجاح مشروع الوزير كمال عبد اللطيف بتشغيل خريجي الطب، فالأسر الكثيرة التي فرحت يوم دخول أبنائها كلية الطب حرام أن تحزن يوم تخرجهم لعدم وجود وظائف لهم في وطنهم الذي تخرجوا فيه أطباء. اللهم أجعلها ترى حكومة جديدة قادمة بقاعدة عريضة، وليس بعرض وطول أجسام وزرائها، فهؤلاء ما أكثرهم وأوفرهم لكنها عريضة بتمدد قدراتهم لترفعنا للسماء. اللهم لا تجعلها تشهد بكاء ثكلى مرة أخرى من جراء أي حرب بين الشمال والجنوب، وأن يكون الانفصال آخر محطة للخلاف. ربي لا تجعل عيونها تدمع على ضيم لأبنائها في شيء لغلاء لا نعرف كيف نضبط سوقه، ولا نملك إلا أن نضرب كفاً بكف كل يوم.. أبصرت وفي إبصار ماجدة بعد(21) عاماً حكمة تدعونا لنبصر جميعاً لخطواتنا القادمة، فنوحد الصفوف لمواجهة الأعداء.. وألا يحفر كل منا بقدمه اليمنى حفرة ليسقط فيها باليسرى، وأعداء الوطن الذين خططوا لأن يكون هناك سودانان ويرتبون لأكثر يترقبون أي سقوط يخافون من شيء أكثر من إبصار الجميع للخطر والتوحد لمواجهته. شكراً ربي فقد أبصرت ماجدة فعلى من الدور؟.. إن كل السياسيين في بلادنا لا يبصرون لا بعد من اليوم. السيد الإمام الصادق المهدي يبصر يوماً وفي الثاني يرتد.. أما مولانا فإنه يصفق اليوم للعبة الحلوة، ولا يريد أن يكون غداً من اللاعبين، ونقد لا يعجبه الحال- أي حال- والحكومة تحتاج إلى توحيد خطابها وتناغم إيقاع قياداتها والابتعاد عن المجاملات والترضيات في التعيينات الدستورية. عفواً عزيزتي ماجدة أن أمريكا وإسرائيل يخافان منا، لأننا نمتلك مقومات قيام دولة عظمى، ولكننا لا نرى ما يرون أو قد نرى، ولكننا لا نبصر مافينا بالبصيرة.. عفواً أنهم يخافون منا ويكتشفون أننا أسهل بتفرقنا للإضعاف مما يتصورون. شكراً وأنت تقولين يوم احتفال الشبكة الطلابية بك، والذي لبيت دعوته بما يرضي الله وحمده على النعمة، وصديقنا الصحفي النابه أبشر الماحي الصائم يقول لك(أبصري بعينيك الأشياء الجميلة) نعم أبصري الأشياء الجميلة، فالإنقاذ تفوقت في انجازاتها على كل الحكومات على مر التاريخ، وهناك الكثير الذي يسعد، إلا أن ما يحزن أننا دائماً نختلف لعدم نظرنا في الحياة إلا للجزء الفارغ من الكوب فقط الفارغ ثم بالفارغة!!. حاجة في الفن: أقسم لي مسؤول نافذ بأن تغييرات واسعة ستطال الأجهزة الإعلامية لمواجهة تحديات المرحلة الجديدة، فقلت له هذا شيء طبيعي، اللهم إلا إن كنتم تريدون أن تنقلوننا لمرحلة جديدة بعقلية المرحلة السابقة!!. حاجة في الكورة: بطولة المحليين للأمم الأفريقية على الأبواب، وسندفع لها من دم قلوبنا ولن نحقق منها شيئاً غير تفوير دم الجماهير من أخطاء اللاعبين، والنظر للكأس وهو يدخل بلادنا، ويخرج منها دون أن يبقى معنا هكذا أتوقع.. والسبب أننا مصابون بعقدة أن العروض لنا والكأسات لغيرنا!!.