بدأ العد التنازلي لبطولة أمم أفريقيا للمحليين وأيام قلائل وتكون أنظار أفريقيا كلها موجه للسودان على أساس انه سوف يستضيف هذه التظاهرة وهذه البطولة الأفريقية وبقدر الاطمئنان على التحضيرات الإدارية والاستادات التي لبست حلة من الجمال وصلت درجة متقدمة من الجاهزية الا ان عدم الاطمئنان يسود أوساط كل الرياضيين على المنتخب لعدم الارتياح لاستعداداته وجاهزيته التامة لدخول غمار هذه المنافسة لأن المنتخب غادر قبل بطولة حوض النيل لإجراء معسكر أفريقي خارجي لكنه لم يتمكن من أداء مباراة واحدة على سبيل التجهيز ورفع درجات الاستعداد ولذلك اصطدم بمنتخبات مستعدة من خلال المنافسات ببلادها بينما كان الصقور بعيدين عن أجواء اللعب التنافسي التي لم يدخلها منتخبنا الا من خلال الشوط الثاني في المباراة الأخيرة أمام تنزانيا وهو الشوط الذي أحرز فيه هدفي الفوز لينجو من احتلال المركز قبل الأخير في سلم الترتيب وبقدرما جاء أداء الصقور باهتاً في معظم المباريات وسجل المنتخب تراجعاً في مستواه ونتائجه بمصر بقدرما شهدت دورة حوض النيل صحوة أفريقية لبعض الدول المشاركة وأبرزها يوغندا التي ستلعب في مجموعتنا بعد ان قلبت كل الموازين وصعدت لنهائي الكأس مع مصر ولعبت أمامها من قبل وفازت مصر بصعوبة شديدة أو بخلع الضرس كما يقولون ووجهت الينا انذاراً شديد اللهجة ومارست إدارة المنتخب نوعاً من (الجرسة) لكي تتفادى اللعب معها في مجموعة واحدة واستجابت اللجنة المنظمة خاصة وان الطلب كما تردد حمل نوعاً من التهديد بالانسحاب اذا لم يجاب! ٭ ومن خلال هذه الدورة وقع المنتخب في العديد من الاشكالات الفنية المتمثلة في تهديد مرمانا بالمرتدات والعكسيات والعقم الهجومي الواضح الذي بات صداعاً في الرأس والأصعب والأخطر من كل هذا وذاك الهاجس المخيف المتمثل في حراسة المرمى بعد غياب المعز حيث أصيب مرمى المنتخب باهداف سهلة وبأخطاء تافهة وساذجة مما يتطلب مضاعفة الجهد ومحاصرة الأخطاء واللعب بتركيز شديد وفي هذا المقام ولتحقيق هذه الغاية لابد للجهاز الفني ان يستدعي خبير الحراس المعروف هشام السليني فمع احترامي لمدرب الحراس الحالي الا ان خبرات وعلم السليني يمكن ان تسهم في تقليل الأخطاء لمن يلعبون في أخطر وظائف الملعب وأكثرها حساسية. ٭ وبعد عودة المنتخب من مصر كان الأمل ان يلاقي منتخبات قوية وبشر الاتحاد المركزي بالاستعداد والاحتكاك الراقي فمرة أعلن اللعب مع ساحل العاج ومرة أمام غاناً وهذا ما لم يحدث وعندها حزم اسامة عطا المنان الأمر بالسفر إلى زامبيا على أساس مقابلة المنتخب وكانت الحصيلة ملاقاة فريق ودخول الرجل في جدل مثير وضرباً من (الغلاط) مما يؤكد عدم الاستفادة من الرحلة التي كنا نتمناها بروفة حقيقية للصقور قبل انطلاقة أمم أفريقيا. ٭ فريق هذا حالة وهذا هو استعداده يصبح القلق عليه أمراً طبيعياً ومشروعاً لأنه من خلال هذا الواقع المرير سوف يدخل المنافسة وهو يحمل على كتفيه عبئاً ثقيلاً فهو صاحب الأرض والبلد المنظم وصاحب التاريخ والريادة الكروية في أفريقيا مما يضاعف مهمته ويجعله يحمل على عاتقه مسؤوليات جسام.