أكد السفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية أن السودان لم ينسحب من مباحثات الدوحة، وإنما التزم بالموعد الذي قطعه الوسطاء بنهاية ديسمبر العام المنصرم، وقال إن العامين الماضيين من عمر المباحثات كانا كافيين لإنهاء الأزمة في دارفور، مشيرًا إلى أهمية الحوار الدارفوري الدافوري لتعزيز الاستقرار في المنطقة بعد عرض نتائج مباحثات الدوحة عليه للاتّفاق، وزاد (حتى ولو كانت هناك بعض المسائل العالقة يمكن أن يسهم الحوار الدارفوري الدافوري في حلها)، وطالب السفير رحمة الله في تصريحات خاصة ل(آخر لحظة)من مقر الاجتماع بوضع سقف زمني محدد للمباحثات وهو ما تمّ الاتفاق عليه خلال الاجتماع العاشر للآلية الثلاثية المشتركة والذي عقد أمس بأديس أبابا أن يتم إنهاء الأزمة بنهاية فبراير الجاري وفق المباحثات الجارية في الدوحة، وتضم الآلية كلا من حكومة السودان والأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي وهي معنية بمتابعة وتقييم نشاط البعثة المشتركة (اليونميد) بدارفور، وحضر الاجتماع ألان لوروا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والممثل المشترك لليوناميد البروفيسور إبراهيم قمباري والسفير رمضان العمامرة مفوض مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى جانب الوفد الحكومي برئاسة وكيل وزارة الخارجية. وأوضح السفير رحمة الله محمد عثمان أن الاجتماع ناقش التحديات التي تواجه مهمة اليوناميد بدارفور، بالإضافة إلى القضية الاستراتيجية للجهود المشتركة لحل مشكلة دافور، وكيفية التوصل إلى سلام شامل، وكيفية إسهام الشركاء في تقديم العون اللازم لتطبيق استراتيجية الحكومة في هذا الشأن، فيما تم الاتفاق على محاور معينة خلال الاجتماع منها تحديد مهام الأمن على الأممالمتحدة بالاشتراك مع القوات المسلحة السودانية، والاستفادة من إمكانيات الأممالمتحدة في تعزيز التنمية بدارفور كتوفير المياه في القرى بصورة يمكن أن تساعد على العودة الطوعية للنازحين بصورة عاجلة كما تمّ الاتفاق على عقد مؤتمر دولي في مارس المقبل، لاستقطاب العون لهذا المشروع الذي سيناقش سبل تعزيز التنمية في دارفور، وتعزيز الحوار الدارفوري الدارفوري، وقال رحمة الله إن هذا الاجتماع يعتبر مكملا لمباحثات الدوحة. من جهته قال السفير رمضان العمامرة مفوض مجلس السلم والأمن الإفريقي، إننا نسعى عبر الآلية الثلاثية للتوصل إلى العدالة والمصالحة في دارفور والعمل بنفس الروح التي صاحبت اتفاقية السلام الشامل من الأطرف للحفاظ على مكتسبات السلام التي تحققت في الجنوب يراد لها أن تحقق كذلك في دارفور، وطالب العمامرة الجميع بالالتزام بنتائج الدوحة ودفع المباحثات بصورة تنهي تماما قضية دارفور. مشيرا إلى أن الفترة المتبقية قليلة جدًا ولا بد من اغتنام الفرصة لمن يريد السلام في دارفور. وامتدح آلان لوروا الأمين العام المساعد للأمم المتحدة الطريقة السلسة التي انتهت بها عملية الاستفتاء مشيدا في حديثه بدور رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ونائبه الأول رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت. وطالب بضرورة إشراك المجتمع المدني في دارفور في الحلول التي يتم التوصل إليها عبر منبر الدوحة، وحدد مهمة اليوناميد بأنها تعمل وفق تعاون مشترك مع الحكومة لتعزيز أمن وسلامة المواطن هناك. بينما تستمع البعثة لنصائح الحكومة بعدم تواجد أفراد اليوناميد بمناطق تحددها الحكومة من أجل سلامة أفراد البعثة وتقليل مشكلات الاختطاف التي باتت تهدد أفراد البعثة مؤخراً.