اجتماع الآلية الثلاثية المشتركة التي تضم الحكومة والاتحاد الافريقي والأممالمتحدة الذي عقد مؤخرًا بالفاشر كان مهماً من حيث مناقشة المسائل التنفيذية المتعلقة ببعثة اليوناميد ووضعيتها بجانب تطورات الأوضاع بدارفور على الأرض، وأجمع المراقبون لقضية دارفور أن هذه الآلية تضيف وتعزز التعاون والتفاهم بين تلك الأطراف لدعم اليونميد وأن هذا الاجتماع الثالث عشر للآلية له دلالات خاصة لكونه أول مرة يعقد بدارفور، وفي افتتاحية الاجتماع أكد وكيل وزارة الخارجية، رحمة الله محمد عثمان، التزام الحكومة بتقديم كل التسهيلات من أجل إحلال السلام بدارفور، وقال إن اليوناميد لديها دور كبير تلعبه تجاه اتفاقية الدوحة، واعتبر الاجتماع تأسيساً وتعزيزاً لعمل جيد قادم خاصة فيما يتصل بالتشاور للحل والتصدي للقضايا المتعلقة بالسلام في الإقليم. فيما طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام «هيرفي لادسو» الحكومة بضرورة تعزيز التعاون المشترك من أجل حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين بدارفور، وأشار إلى وجود تحديات عدة تجاه حماية المدنيين، وأوضح أن الأعمال الإجرامية بالمنطقة ما زالت تشكل تحدياً كبيرًا لبعثة اليوناميد وأن هناك بعض القرى التي لا يمكن لليوناميد الوصول إليها وقال إنه قد تم تقديم أمر مراجعة قوات بعثة الهجين بدارفور إلى مجلس الأمن الدولي، مشيرًا إلى أنها ستستفيض فيها في تنوير خلال يوليو القادم، وكشف لادسو عن إجراء عدة عمليات تدريب وبناء القدرات للقوات بدارفور خلال يوليو القادم تتضمن عدد «007» من قوات الهجين بدارفور، مناشدًا في الأثناء الحركات المسلحة الرافضة للسلام بضرورة الانضمام لوثيقة الدوحة، وقال إن اجتماع الآلية يمهد الطريق لتعزيز التعاون بين الأطراف فيما يتعلق بدعم بعثة اليوناميد. مفوض الاتحاد الإفريقي للسلم والأمن السيد رمضان العمامرة أكد التزامه بمواصلة العمل وتقديم الدعم ذي الأثر السريع في الإقليم، ودعا اليوناميد لبذل المزيد من الجهد للدخول إلى كل المناطق، وقال إن اليوناميد اتخذت العديد من الإجراءات للدخول في بعض المناطق بجنوب دارفور، مشيداً في الوقت نفسه بالتطورات الكبيرة بالإقليم خاصة فيما يتعلق بالجانب السياسي والتنموي. أما الممثل الخاص المشترك للاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة، إبراهيم قمباري فكشف عن تنظيمهم ل «120» ورشة عمل حول نشر وثيقة الدوحة بدارفور مشيرا إلى التحسن الكبير تجاه تطبيق الاتفاقية وإنزالها على الأرض، مشيداً في الأثناء بالاجتماعات السابقة للآلية وتعاون الخرطوم مع جميع وكالات الأممالمتحدة، وبارك قمباري جهود الحكومة في فك أسر موظف برنامج الأغذية العالمي وقال: « نعلن التقدُّم الكبير التي شهدته دارفور وبعثة اليوناميد والمكاسب التي تحققت في بعض المجالات»، وأردف قمباري قائلاً: نطلب المزيد من الدعم ومع اقتراب موعد تجديد تفويض عمل البعثة في دارفور طالب قمباري بحث كل الأطراف لمد تفويض عمل البعثة في الإقليم.. رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجاني سيسي قال إن البعثة المشتركة لها تجربة فريدة في تاريخ عمليات حفظ السلام في العالم، مؤكدًا أن اجتماع الآلية سيناقش الهموم الكبيرة المتعلقة بالسلطة الإقليمية لدارفور وأن عودة النازحين من أولوياته، ولكن لا بد من أن تكون عودة منظمة ومبرمجة وتوفير للخدمات وأولها الأمن وإعادة البناء والبنية التحتية التي دمرت وضرورة مساعدة خطة البناء والتعمير، كما أن الأولوية أيضاً التي يمكن أن تسرع تنفيذ الاتفاقية هي بناء النسيج الاجتماعي والحاجة الماسة لتوحيد المجتمعات مع بعضهم البعض، مشيراً في ذلك إلى الحوار الدارفوري الدارفوري في يوليو المقبل معلناً عن نجاح عمليات التحقق للترتيبات الأمنية، مطالباً بالإسراع في تنفيذها حتى تتمكن الحركة من التحول إلى حزب سياسي، داعياً اليوناميد بللمشاركة في عمليات تأمين مناطق العودة الطوعية وعمليات الإنعاش المبكر، وأوضح أن مسألة وصول اليوناميد إلى كل مناطق دارفور أمر مهم وأنه سيناقش ذلك مع الخارجية السودانية، كما دعا الحكومة السودانية بضرورة تحفيظ الموارد لتنفيذ اتفاق سلام دارفور.