يبتلى الله سبحانه وتعالى بعض بنى البشر بالنعم الوفيرة فينسون أنفسهم وينسون الله وينسون أخوانهم ومعارفهم . مجالس المدينة تتداول عشرات الأمثلة من أناس أنعم الله عليهم بالمال والجاه ولكنهم فتنوا فى دينهم وفى أخلاقهم وترفعوا عن مجتمعهم بل وحكايات كثيرة تحكي عن من أوصد الباب فى وجه صديقه ورفيقه قبل حقب الإبتلاء بالمال وحكايات عن مسؤولين كان لأصدقاء لهم فضل عليهم ولما توزروا أو نصبوا المناصب لايجدون من هؤلاء المسؤولين إلا غبار سياراتهم ودفع حراسهم .من يدخل الى منصب أو وظيفة مهمة عليه أن يتذكر أن ذات الباب الذى دخل منه وجلس آمراً وناهياً سيخرج منه ذليلاً إن لم يؤد الوظيفة بحقها وحق الوظيفة أمانة الاخلاص والعدل والتواضع وخدمة الأمة أفراداً وجماعات وعندها لن يخرج إلا منشرحاً ونقيضه سيخرج منقبضاً منكسراً لاحظوا معى من أوهمتهم الوظيفة الكبيرة فاخرجوا منها كيف حالهم لن تلاحظوا إلا أن عاقبة أمرهم خسرا يتوارون من سوء مافعلوا بأخوانهم تنكراً وهروباً . عن أبي هريرة رضي الله عنه : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول « إن ثلاثة فى بني إسرائيل :أبرص وأقرع وأعمى فأراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص فقال أى شئ أحب إليك ؟ قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عنى الذى قد قذرنى الناس قال فمسحه فذهب عنه قذره وأُعطى لوناً حسناً وجلداً حسناً قال فأى المال أحب إليك الإبل أو البقر قال الإبل فأعطى ناقة عُشراء فقال بارك الله لك فيها قال فأتى الأقرع فقال أى شئ أحب إليك ؟ قال شعر حسن ويذهب عنى الذى قد قذرنى الناس قال فمسحه فذهب عنه قال وأعطى شعراً حسناً قال فأى المال أحب إليك ؟ قال البقر فأعطى بقرة حاملاً فقال بارك الله تعالى لك فيها فأتى الأعمى فقال أى شئ أحب إليك قال أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال فمسحه فرد الله إليه بصره قال أى المال أحب إليك ؟ قال الغنم فأعطى شاة والداً فأنتج هذان وولد هذا قال فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم قال ثم انه أتى الأبرص فى صورته وهيئته فقال رجل مسكين قد إنقطعت بي الحبال فى سفري فلا بلاغ لى اليوم إلا بالله عز وجل ثم بك أسألك بالذى اعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلّغُ عليه فى سفري فقال الحقوق كثيرة فقال له كأنى أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيراً فأعطاك الله ؟ فقال إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر فقال إن كنت كاذباً فصيرك الله الى ماكنت قال واتى الأقرع فى صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل مارد على هذا فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله الى ماكنت قال وأتى الاعمى فى صورته وهيئته فقال رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بى الحبال فى سفري فلا بلاغ لى اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة اتبلغ بها فى سفرى فقال قد كنت اعمى فرد الله إلي بصري فخذ ماشئت ودع ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم شيئاً أخذته لله عز وجل فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك » . جمعة مباركة ..