انفجرت القنبلة التونسية في قلب ميدان التحرير وقلبت نظام مبارك الذي امتد على مدى ثلاثة عقود، فمنذ يوم 25 يناير وحتى 11فبراير أذهل الشباب المصري العالم بقدرته على الصمود رغم التخويف والوعيد والاعتقالات التي انتظمت صفوف المنادين بتنحي الرئيس، وبرزت المرأة المصرية بدورها الفاعل في مساندتها لثورة التغيير، وعندما نزلت الشارع تسارعت حمى الغضب والتغيير، وأثبتت أن وراء كل عظيم امرأة.. فالتحية لكل المناضلات وأمهات الشهداء الذين تساقطوا وسجلوا أسماءهم بأحرف من نور في سجل التأريخ، والتحية لكل مصري وطني غيور.. نعم الثورة التونسية ساعدت في التغيير، ولكن حمم بركان الغضب كانت تغلي وسط الشعب منذ سنوات بسبب محاولة الرئيس توريث ابنه الحكم، وأذكر خلال إحدى زياراتي لأم الدنيا في العام 2007 حديث الباشمهندس محمود الذي كان يعمل في إحدى المصالح الحكومية وبعد الظهر يعمل كسائق تاكسي كعادة كل المصريين لتحسين الدخل والحياة «مولعة نار» والرواتب لاتغطي منصرفات العيال كما قال محمود الذي اتفقت معة وأسرتي ليقوم بترحيلنا، فنحن نقيم وسط المدينة بالقرب من ميدان التحرير- شارع البستان- وهو يقيم في السيدة، يعني في أقل من عشرة دقائق بيكون معانا.. وكان الرجل يتمتع بحس وطني عالٍ تلمسناه من خلال حديثه وتحسره على أيام جمال عبدالناصر والسادات ابن البواب صاحب الجذور السودانية.. وكان الرجل يبكي بحرقة عجيبة على الأخير الذي اغتيل غدراً وعلى ما آل إليه الحال، لفت نظري حديث الرجل المثقف الواعي ببواطن الأمور عندما أشار إلى الإنجازات التي تمت في عهد مبارك بالرغم من الفساد وأصحاب رؤوس الأموال الذين استباحوا حرمة مصر، وتغيرت نبرتة بصورة عجيبة عندما بدأ يتحدث عن شروع الرئيس لتسليم ابنه السلطة من بعده وقال بملء فمه «إحنا رضينا بيه وساكتين عليه.. بس يجيب لنا ابنه ..لا..لا مش حانسكت وحانخرج الشارع وحانقلب النظام».. وعندما قلت لة انتو حاتخرجوا كيف وقصاد كل مواطن مصري ثلاثة رجال أمن.. جعل يعدد لي مساويء جمال مبارك وكيف أنة أفسد الشارع بمتاجرته في المخدرات والكثير من الأشياء، وختم حديثة «إحنا كمصريين ماعادتش تفرق معانا وحانقدم أرواحنا رخيصة وكفاية اللي إحنا فية ده، كله إلا جمال مبارك».. نعم سادتي هي ثورة شعبية للتغيير ضد الذل والهوان والمرارات التي يتجرعها الصابرون في صمت ولكن مع حلول ساعة الصفر «مافيش يمة أرحميني» ولنا في الدرس التونسي والمصري عبرة وعلى جميع الأنظمة العاقلة أن تتنزل إلى القواعد الشعبية وتخفيض الأعباء عن كاهلها ومحاولة إزالة أسباب الغبن فرائحة الفساد تزكم الأنوف، وإن حاولنا أن نتستر عليها.. واتقوا الله «فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيتة» صوت لوزارة الصحة عادت ريما لعادتها القديمة وبقت حكاية الباعوضتين حديث المدينة، فكل البيت السوداني يعاني من الثنائي الذي يقوم برفع غطاء البطانية لتدخل الثالثة على عجل تعمل عملتها بسرعة البرق وتفر على أنغام ناموسة ديسكو ومن أعراض الديسكو الحمى والفتور ووجع العضام ووجع البطن، ونجد حتى جهابذة الدكاترة وعندما تذهب بأعراض غير هذه مثل وجع القلب والحلق والعيون والأسنان وغيرها يطلب منك الكشف عن الملاريا.. و تفشي المرض بهذة الصورة المريعة كشف عن إهمال إدارة باكملها عن القيام بواجباتها الإدارة العامة لمكافحة الملاريا التابعة لوزارة الصحة الاتحادية.. ولاتعليق!! صوت امتنان الشكرلقراء ست الحسن والذين تواصلوا معي من خلال الانترنت والموبايل سائلين عن احتجاب الصفحة الأسبوع الماضي بسبب إجازتي السنوية وظروف سفر الوالد للعلاج خارج السودان، وبالتأكيد سأعمل على التواصل معهم ولأجلهم رغم كل مايحيط بي وهذا حال الصحافة، ليس هناك مجال للراحة ...