رغم أن الدولة تحاول جاهدة خلق فرص عمل للخريجين، ورغم أنني أعتقد أن التعليم أهم شيء وأن الحكومة لا تستطيع توفير فرص عمل لكل الخريجين حتى يعملوا في القطاع العام رغم علمي بتذمر بعض الخريجين من العطالة، إلا أنني أجد عدداً من الوظائف التي يتم الإعلان عنها في الصحف اليومية، فلا تخلو أي صحيفة من الإعلان عن فرص عمل، خاصة بعد ازدياد الاستثمارات وفتح فرص العمل للخريجين، لكن ما لفت نظري في معظم الوظائف المعلنة هو حصر بعضها على خريجي الأعوام (2008-2009-2010م)، مما يجعل بقية الخريجين خارج نطاق المنافسة.. والمتابع لهذه الإعلانات يجد ما وجدت، ويلاحظ ما لاحظت.. سادتي هناك خريجون أكفاء لم يجدوا وظائف منذ أعوام حيث هناك من تخرجوا منذ تسعينيات القرن الماضي، ولم يجدوا فرصاً للعمل، فهل يظلم هؤلاء لمجرد أنهم لم يجدوا وظائف في سنين تخرجهم الأولى.. سادتي حتى لا يظلم هؤلاء يجب أن تقدر ظروفهم وأن تأخذ الحكومة حالاتهم في برامجها وخططها لاستيعابهم في مشاريع كمشروع الخريج المنتج، مشاريع استخدام الخريجين، أو التدريب التمويلي حتى يجدوا فرصاً للعمل في غير المجالات التي درسوا بها.. فقد سمعت وقرأت عن فرص العمل التي ستطرحها وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية. ويمكنني أن أهمس في أذن الخريجين وأقول لهم أصنعوا فرصاً العمل.. فكروا وأطرقوا كل الأبواب (فما حك جلدك مثل ظفرك)، وأعتقد أن مشاريع التمويل الأصغر على (قفا) من يشيل، وهي تنتظر من يتقدمون لها.. فالعالم كله اتجه للقطاع الخاص، والاستثمارات الصغيرة التي يمكن أن تتحول لمشاريع كبيرة، وتستوعب عدداً كبيراً من الخريجين، فمعروف أن مشكلة العطالة من المشاكل التي يصعب حلها، لأن الجامعات تخرج آلاف الطلاب سنوياً، لذا لابد من البحث عن حلول تجعل الخريج يستوعب زملاءه بدلاً من الجلوس وانتظار الوظائف الحكومية. المهم أظن أننا حاجة لترتيب أوضاع الخريجين، ولتغيير نظرتنا لهم، ويجب أن تتاح فرص العمل لهم جميعاً على ألاَّ يكون (السن) العمر حجر عثرة أمام الخريج في المنافسة في الفرص المتاحة.