الكاتب الحصيف صاحب القلم المقروء الأستاذ عبد السلام محمد خير، كتب قبل أيام معلقاً على ماكتبته من قبل عن العطاء المقدم من خلال الفضائية السودانية، مؤكداً أن ما كتبته هو ما وصلت إليه إدارة التلفزيون، التي دعت لاجتماع بشأنه كان هو أحد حضوره بدعوة من المدير، فسعدت بما خطه يراع صديقنا عبد السلام، فالرجل له باع طويل في مجال العمل التلفزيوني، وقد جاء تأمينه على ما كتبته حول أن هناك برامج قيمة ذات أفكار ممتازة بالفضائية، إلا أن تقديمها يتم على طبق غير جميل، جعل الناس تنفر من فضائيتنا إلى فضائيات أخرى جاذبة في قوالبها التي تقدم بها برامجها.. وبالرغم من سعادتي بما تم ظللت انتظر التغيير بعد الاجتماع الذي تم، إلا أن الحال استمر يا هو نفس الحال قوالب مقسمة وشاشة تفتقد أناقة الجذب، رغماً عن وجود كوادر بالفضائية في مجال الإخراج لها قدراتها، ولا ندري العلة أخي محمد حاتم فقد كنا بعد ذلك الاجتماع الذي أقر بأن مشكلة الفضائية في جماليات الشاشة أن تكون هناك نفرة داخل حوش التلفزيون يخرج من خلالها الجميع قدراتهم في إعادة النظر في البرامج وقوالبها، مع استقطاب أصحاب قدرات وركل سياسة محاربة المبدعين التي كانت متبعة، والتي جعلت قناة النيل الأزرق تقفز للمقدمة بلا منافسة من الفضائية ذات الامكانات الواسعة، وذلك لأن الأستاذين حسن فضل المولى والشفيع عبد العزيز يحرصان على توفير الأجواء للتميز، فهما كما قال لي الأستاذ ميرغني البكري ينامان بعين واحدة والأخرى تتابع الشاشة، ويفتحان كل يوم أبواب مكاتبهما للجميع لاستقبال المبدعين بلا حواجز، لهذا انتقل الأستاذ بابكر صديق صاحب برنامج نجوم الغد إلى النيل كما انتقل د. عمر محمود خالد، ورأينا حسين خوجلي في برنامجه الجديد وانتقل د. عبد اللطيف البوني وقائمة طويلة تشكل الآن في ظل المناخ الطيب داخل النيل الأزرق ركائز مهمة لنجاح القناة وتفوقها.. بينما بالفضائية السودانية يغلق الشاب عبد الماجد هرون مدير الإدارة السياسية تلفونه في وجه الجميع ولا يعرف مدير المنوعات علاء الضي ماذا يريد المشاهد كما يتم تبديل إدارة الرياضة بعد كل فترة وأخرى، ويقيني أنه لو قامت جهة محايدة باجراء استبيان الآن وسط شرائح المجتمع المختلفة لمعرفة حجم مشاهدة الفضائية السودانية فإنها ستخرج بأن مؤشر أجهزة التحكم في أغلب البيوت لا ينتقل للفضائية إلا في أخبار العاشرة أو المسلسل.. أما ما عدا ذلك فإنه سيكشف للحكومة ولإدارة التلفزيون أن إعادة النظر في استراتيجية الأداء داخل الفضائية بحاجة إلى إعادة النظر اليوم قبل الغد، وأن الحادبين على اصلاح الحال ظلوا يحلمون بالتغيير وأن إدارة التلفاز بالرغم من ادراكها للمشكلة هي أيضاً، تحلم في ظل عجزها.. وبقي الدور على الحكومة التي بيدها الحل وهنا نقول دعونا أيضاً نحلم فالأحلام مشروعة وبلا فلوس.