وأخيراً أعتقد أن بلادنا شهدت عملاً من الأعمال الكبيرة ألا وهو جائزة الطيب صالح التي يحمد لشركة زين للهاتف السيار قيامها بالعمل الكبير.. والتحية واجبة لعضوها المنتدب المثقف الاجتماعي اللمَّاح الفريق الفاتح عروة- ولمديرها العام- الرجل ذو الاشراقات والصلات الأستاذ إبراهيم محمد الحسن، ولمجلس إدارة الجائزة الذي أدى عمله ودوره على الوجه الأكمل، فخرج الاحتفال في صورة قشيبة رائعة تليق بالسودان وبابنه البار الطيب صالح.. الذي كان رائداً للعالمية في مجال أدبنا العربي والأفريقي، وأدبنا السوداني ذي اللمحات الإنسانية الذي يشف عن الروح الشفيف العميق لشعبنا.لقد كنت أكثر الناس سعادة بهذا الاحتفال وهذه الجائزة، وقد أنفقت العامين الماضيين في تكريم الطيب صالح.. حيث قصصت الشريط التقليدي باسمه وباسم السودان عن حديقة الطيب صالح في مدينة أصيلة المغربية، أنا والصديق الكريم الوزير محمد بن عيسى عمدة أصيلة ومنشؤها وربان سفينتها والذي لا ينطق هو وسكان المدينة وأهلنا في المغرب العربي اسم الطيب صالح إلا مقروناً بكلمة سيدي، فهم لا يقولون الطيب صالح بل يقولون سيدي الطيب، فهو عندهم وعندنا من أهل الله وأهل الصلاح، ومن الذين حباهم الله بورعه ومحبته وصلاحه الذي لا يختلف فيه أثنان.. ولذلك قصة آمل أن أحكيها عن الحديقة وعن ميدان صلاة العيد.. وكان أحتفالنا الثاني بهذا الرمز الأدبي العالمي في لندن العام الماضي في المملكة المتحدة، حيث تنادى الأدباء المبدعون وعلى رأسهم محبوه وعارفو فضله وأصدقاؤه حسن البشر الطيب، وعلي شمو، وحسن تاج السر وغيرهم.. ثم كان احتفالنا الثالث بانشاء قاعة الطيب صالح بمقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين بأم درمان، والتي تفتح صدرها كل أسبوع لأرتال الأدباء والمبدعين من الشباب الذين يلتقون ويلتفون حول اسمه الكريم بهذه القاعة التي تضيق بروادها محبة وتقديراً لهذا الأديب العبقري الكبير.. الذي ينضح محبة وعرفاناً وانسانية.يازين لا جاء يوم شكرك ويا أخي عروة أكثر الله من أمثالك.. ويامجذوب عيدروس لقد استحققت اسم جدنا الشيخ المجذوب الذي ولدت على ثرى أرضه الطاهر في دامر المجذوب.. وكأني بك تقف مع أبناء عمومتك الميامين عبد الله الطيب، والمهدي المجذوب، وكأني بعكير يضحك هاشاً في وجهك فقد أديت الرسالة وصنت الأمانة.. وكنت نعم الأمين على هذا العمل الإنساني القومي الكبير.