الأخ/ مؤمن الغالي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كما عهدناك حرباً على الفساد وعاصفة هوجاء تدك حصون المفسدين.. ولكن بالقلم وما أدراك ما القلم وما أخطر القلم. نعم نعلم أن العين بصيرة واليد قصيرة.. لكن الآن قد حانت فرصة لا تدعها تفوتك.. وقد جاءتك في صحن من فضة «الذهب بدري عليه شويه». وهي أن الأخ الرئيس سيشكل مفوضية خاصة، شوف كلمة خاصة دي كيف!! لمحاربة الفساد.. أقترح عليك الانضمام لهذه المفوضية.. وإن تعذّر ذلك لا أجد لك عذراً.. لأنك تختزن أرشيفاً وسفراً ضخماً عن قصص الفساد والمفسدين بالشواهد التي ترقى لمستوى الأدلة، فإن كانت هناك معاذير فاجعل دورك في التحريض بإرشاد أو توجيه من تأنس فيهم المقدرة والأمانة والكفاءة للانضمام لهذه المفوضية. أخوك/ منذر محجوب حاج سعيد ü من المحرر الأخ الصديق.. منذر محجوب لك التحايا وشوق كثير.. ثم.. دعني أخلع نعلي وأمشي حافياً أمامك امتناناً وشكراً.. لثقة لا استحقها وحروف أكبر من قامتي.. وظن أنا أتقاصر دونه بكثير.. دعني أقدم لك شكري ولا حروف تكافيء حروفك.. غير.. أخجلتني بندى يديك فسودت ما بيننا تلك اليد البيضاء.. ثم من أنا يا صديقي لأنضم لمفوضية محاربة الفساد.. أنا مواطن بسيط شأني شأن كل مواطني بلادي الذين يتفرجون.. على عمارات تنهض من وسط الركام.. وانتقال أفراد في سرعة الضوء من جحيم الفقر والبؤس والمسغبة.. إلى حياض الترف الأسطوري.. وملامح «القيامة» وهي تتشكل بعيداً.. بل قريباً في الأفق.. كيف لا.. وها هم الحفاة الرعاة يتطاولون في البنيان.. ثم إن الانضمام لهذه المفوضية.. ليس بالتمني.. وأنا لا استطيع أن آخذ الدنيا غلابا.. هي شأن القصر.. بل شأن رئيس الجمهورية شخصياً.. وهو يبشر الشعب بها.. ومن هنا.. دعني إنابة عنك.. وأصالة عن نفسي.. وبلسان جموع شعبنا البطل.. أن نخاطب رئيس الجمهورية.. طالبين منه وباسم الشعب والأيام الصعبة أولاً أن يختار أعضاء المفوضية من شخصيات.. عرفت وبإجماع الأمة.. بالطهر والنزاهة.. والصدق والشجاعة.. ونأمل ألا يكون من بينهم «ولا واحد» من أعضاء الحكومة أو المؤتمر الوطني.. أو حتى من أصدقاء أو المقربين للمؤتمر الوطني.. حتى تكون يدهم «مطلوقة».. وحتى لا يقف بينهم حائط أو قلعة أو شخصية نافذة أو جدار.. وتكتمل ثقتنا ويطمئن يقيننا لو كانوا من الهيئة القضائية والذين ما حامت حولهم حائمة.. ولا فاحت من جانبهم رائحة.. ثم السؤال المدوي في الأفق.. بل علامات الاستفهام المحتشدة في الفضاء وهي من أين يبدأون.. وهنا يا صديقي.. ولأن رئيس الجمهورية قد طالب «الكل».. و«أي زول بعرف حاجة فيها فساد».. فليتقدم.. نقول.. لهذه المفوضية.. أولاً.. وحتى تطمئن قلوب الشعب.. ابدأوا بملفات الخصخصة.. راجعوها ملفاً.. ملفاً.. ومثال لذلك.. افتحوا ملف «سودانير».. حيث بيعت سيادتنا المرفرفة في الفضاء بثمن لا نعرف قدره.. وإن كنا نعرف ونتأكد.. ونقسم بأن حتى كل كنوز الأرض لا تساوي «لحظة» سيادة واحدة كانت تحدث الأجواء والمطارات.. وحتى «الهناقر» عن دولة السودان.. عن علم السودان.. راجعوا الملف صفحة.. صفحة.. كلمة.. كلمة.. حرفاً.. حرفاً.. لنعرف إن كانت قد أحاطت ببيعها أو خصخصتها معايير الشرف والأمانة وهيبة الدولة.. أم هناك «دغمسة» أو ضباب.. أو حتى سمسرة أو عمولات.. وليكن ذاك الملف.. ساطعاً كشمس الظهيرة بالأرقام والأسماء. وإلى الغد.. نواصل..