ü ما أن ارتفعت نبرة المتظاهرين وعلت عقيرتهم بالهُتاف «الشعب يُريد تغيير النّظام» حتى قامت بعض الفئات التي تصطاد في المياه العكرة من أصحاب الأجندة الخفية إلى تحريف الشعار ليكون «الزوج يُريد تغيير المدام» وانطلقت الرسائل القصيرة وقد تلقيت أول رسالة من طرابلس من سفيرنا هناك محمد أمين الكارب تحمل الشعار المحرَّف وكانت ليبيا نائمة في العسل قبل أن يقض الثوار نوم «عقيدها» الموهوم والذي قال للمحاورة الأمريكية كريستينا أمانبور «شعب ليبيا يحبني ومستعد للتضحية بحياته من أجل حمايتي»!! والله العظيم زي ما أقول لكم.. وقال ليست هناك مُظاهرات ضدي إلا من فئة قليلة يتم التعامل معها!! الزوج يُريد تغيير المدام وما أن راجت هذه الرسالة حتى امتلأت الهواتف بالرسالة التالية.. «اليوم مظاهرة مليونية رجالية شعارها الزوج يُريد تغيير المدام وتفادياً للمواجهة فإنّ الزوجات قد قررن إطلاق عدة إصلاحات من أهمها: - السماح للأزواج بتعدد الزوجات. - السماح للزوج بالسفر متى شاء.. - خروج الزوج دون أن يُسأل وين رايح ومتين راجع.. وبالمقابل فإن الأزواج رفضوا هذه العروض مطالبين بإسقاط المدام لطول مدة حكمها.. غير أن أنصار المدام ما لبثوا أن أصدروا بياناً مطولاً معددين فيه أفضال المدام مستمسكين بحكمها ولو أدى ذلك للمجازفة بحياتهم وإليكم نص البيان:- بيان هام من نقابة العاملين بمملكة ود البُر.. ود البر هو رجل عظيم من قرية البير شمال أبيض عوج الدرب بالريف الشمالي بأم درمان وهو متزوج من أربع نساء وله عدد كبير من البنات والبنين وكان يعمل خفيراً بمستشفى أم درمان ومن عظمته أنّه عندما توفي قبل بضع سنوات حضر وفاته في مستشفى أم درمان ثلاثة عشر من أبنائه الذكور أقسموا أن يحملوه فوق أيديهم عزة وطاعة إلى منزله في القرية ليجهزونه هناك ثم يذهبون به إلى حيث المدفن الذي حضّره عدد لا يحصى من الخلق وعدد كبير من الحضور من العاملين في المملكة وكان هو الذي وضع الدستور الملكي وسار على نهجه منذ زواجه الأول ويقوم الدستور على الآتي أولاً الحنينات هن شقائقنا وهن وصية الحبيب المصطفى عندنا.. ثانياً يغلبن كريم ويغلبهن لئيم.. ولئن أكون كريماً مغلوباً خيرٌ من أن أكون لئيماً غالباً.. ثالثاً هن سيداتنا لأنهن خادماتنا.. وخادم القوم سيدهم.. رابعاً.. يصرعننا بلحاظهن ونزداد لهن حباً كل ما ازددن في عذاباتنا.. خامساً هن أغلى ثرواتنا لأنهن أمهات الولد والولد لا ثمن له.. سادساً: نسبح في دوائر جاذبيتهن البيولوجية كالفراشات نشدو ونغني فرحة وطرباً.. وتتوالى البنود إلى ثلاثين بنداً ويختمها ود البُر قائلاً وإني سأبقى ثلاثين عاماً مسجى كطفل على ركبتيه وأسعد جداً بروعة تلك النهاية. بعد ذلك تأسست المملكة وزاد عدد العاملين فيها من الأتباع حتى قاموا بتشكيل هذه النقابة وكل ما ازداد العامل حباً وخدمة لهن.. إزداد علواً في مدارج النقابة حتى صار من يغسل لهن أرجلهن ويطعمهن اللقيمات ويمنع النسيم من معاكستهن هو من أقرب المقربين لود البُر باسم هؤلاء العاملين نُصدر البيان الآتي نصه: لقد ظللنا نتابع تلك الدعاوى المنكرة التي ينادي بها المضللون والعبثيون مبشرين بيوم «جمعة الطلاق» ونحن العاملين بمملكة ود البُر ندين هذا المسعى ونشجب هذه الدعاوى ولقد تكشّفت لنا نواياهم الشريرة ورأينا كيف يتيهون في ضياع وغفلة تثقل كاهلهم أميتهم وجهلهم بهذا العالم الجميل الذي نهلت منه مملكة ود البر بروادها والنقابة إذ ترصد هذا السلوك المُشين تدعو منسوبيها للتمسك بمبادئهم ودستور مملكتهم وأن يكونوا على أهبة الاستعداد للرد على هؤلاء المخربين الذين لا يوفون بوعد ولا يحفظون جميلاً.. ورحم الله ود البُر ومن سار على دربه من الأوفياء والمخلصين.. وللمخربين نقول كيَّه وحسرة أن لا تعرفوا مكانتهن العزيزة.. والله ناصرنا وإنّا على الدرب سائرون.. إمضاء نقابة العاملين بمملكة ود البُر. ü ورد هذا البيان على بريدي.. ورأيت أنّه لزاماً عليَّ أن أنشره ها هنا عملاً بحرية النشر!! ومخافة أن ينقلب عليّ أصحاب الراية «وجماهير مملكة ود البُر ونقابتهم الشرسة وأعلم أن كبار الشخصيات العامة ينضوون تحت هذا «اللواء»!! وهم يعرفون أنفسهم ويتبارون في تقديم فروض الولاء والطاعة للمدام وكثير منهم تعرفهم بسيماهم. ü وللنكتة السياسية دور مهم في أي مكان في العالم وللدكتور القانوني الأديب مولانا محمد أحمد سالم سفر قيَّم في هذا المجال.. وتكثر هذه الأيام النكات السياسية.. فقد سُئل القذافي عن معنى كلمة «الثورة» فقال هي أنثى الثور!! وهذا هو المفروض