يقف مجلس الدكتور معتصم جعفر على جرف الأختبار ..فإما أنهار بهم ..وجرفهم تيار القمة إلى مصبه الدائم ..أو تقوى المجلس وصمد وغالب التيار وسار عكسه. كان قرار منع القمة من أداء أولى مباريات الموسم بمدرجات خالية على ملعبهما ..قرار أنبني على سلوك جماهير الناديين بعد أن تبادل الطرفان الخروج عن الروح الرياضية في أحداث مجرد تكرارها يعتبر أمرا أسيفا يعفر أقدام الإصلاح بتراب الألم. سيادة القرار الآن على المحك ..فإما تمسك به الإتحاد العام مهما كانت الضغوطات الإدارية ..والإعلامية ..وربما الجماهيرية ..أو إنهارت سيادة القرار ..وعادت ذات المدرجات لممارسة العبث ذاته ..وربما بشكل أفظع. نعم ..نادي المريخ هو الأكثر ضررا ..وعندما نقول الأكثر ضررا..فالهلال أيضا يقع عليه ضرر ..وهو غياب جمهوره عن لقاء القمة وهو عين ما يحتاجه في تلك المباراة. ومن المعلوم أن القمة أينما تلعب ..فليس هناك أفضلية جماهيرية إلا ما تسفر عنه أحداث المباراة ..أو تقلباتها أثناء اللعب ..لذا يقع الضرر على الهلال أيضا ..وينفذ بذلك جزء من العقوبة يكون قد بدأ أصلا عند إستضافته نيل الحصاحيصا في جولة الأفتتاح. وتضرر المريخ مزدوج ..حيث يتساوى يومها مع الهلال في فقدان سنده الجماهيري ..لغياب القاعدة ..ويشتد الضرر عليه بفقدان دخل المباراة الذي هو نصيب كامل للفريق الأحمر. وصرخات المجلس المريخي مبررة بكل تأكيد لأن جولة القمة ..حتى وأن لم يكسبها الفريق ..فإن فوائدها تختزل فيما يرد إلى خزينة النادي من أموال يضخها الجمهور بكثافة غير معتادة في مباريات أخرى. وقع العقوبة هنا يبدو شاقا على المريخ ..ولكن هل يعني هذا عدم إنفاذ عقوبة إتخذت قبل أن تتضح معالم الموسم الحالي. العقوبات سادتي ..لا تعبر عادة عن التشفي كما يتبادر للأذهان ..إنما هي وسيلة إصلاح ..وإن كانت هي آخر محاولات الإصلاح نفسه..لذا نقف معها طالما أنها تقود إلى إصلاح الحال. خرج جمهور القمة عن الروح الرياضية ..بل وصل الأمر إلى حدود البذاءة ..وبتوال لا يمكن إنكاره..بدأ من المدرجات الشمالية ..عندما أنقض جمهور الهلال على لاعب المريخ الشاب راجي عبد العاطي قذعا وشتما ..وسباب. وأتى الرد بعد أسبوع واحد فقط من المدرجات المريخية ليستهدف الهلال في أعز ما يملك ..وكأنما هو رد الصاع صاعين. إذن ..كان لابد من فرض العقوبة على الطرفين ..حتى وإن وقع الضرر على من نحبه بجنون ..فيوما يقسو الأب على أبنه لتصحيح مساره ..أو إكسابه عادات حسنة. يأتيني خاطر مشترك ..مع كل متابع بأن هناك مخرج سيجده مجلس إدارة الإتحاد العام ليخرج من حرج عقوبة صماء ..اتخذت قبل قراءة ما يمكن حدوثه ..وهو أمر نعزيه دائما إلى ضعف التنبوء عند قادة الإتحاد العام وهو ما يدخلهم عادة في حرج كبير يكون الخروج منه بحرج أكبر. عودة إلى البداية ..نقول أن مجلس إدارة الإتحاد العام الآن في محك الصمود ..وأختبار قوة ..فإما الصمود حتى النهاية ..إنتصارا لقرار كبير يقوم مسيرة الجمهور السوداني الذي بدت التفلتات واحدة من سماته السالبة ..وهو ما سينعكس سلبا على سمعتنا .. فيا لتلك الأيام التي كان جمهورنا يسمى بفاكهة الملاعب. في نقاط متى يتعلم بعض أعضاء مجلس المريخ الصمت إزاء قضايا النادي ..ويتحدون خلف قرارات المجلس بعيدا عن إبراز العضلات. حول قضية المريخ الحالية ..تحدث تقريبا كل أعضاء المجلس ..وبتنافر مخل. يمكن أن يشبع أعضاء المجلس نهمهم تجاه التصريحات والصحف بعد إجتماعات المجلس بتبنيها بإنسجام. هناك أعضاء مثل السمك بالماء إن خرج مات ..فإن لم يصرحوا للصحف ..ماتوا! درس آخر من صلاح إدريس للوسط الرياضي ..نكتب عنه غدا بمشيئة الله.