قمت بالأمس بنشر رسالة لأحد الثائرين، وهو من أنصار التعدد، فقد أكد أنه من الداعين إليه، وأظنه قد وجد في مقالي ضالته وهي الدفاع عن عودته، لذا جانبه الصواب في فقرات كثيرة، وقد يلاحظ المتابع للمقالات التي كتبتها وقد حملت الأولى عنوان «الزوج يريد تغيير المدام»، وقلت إنها أُمنية جماعية غير مُدركة، وقد استندت على مشاعر الكثيرين تجاه النكتة التي انتشرت «ووصلتني أعداد كبيرة منها».. ولم أكتب شيئاً مخلاً، بل قمت بدراسة الحالة، ويبدو أن أستاذنا لم يقرأ هذه الحلقة وقرأ الثانية ولم يفهم المعاني التي بدأت في المقال الأول، لذا ظنَّ أن ما كتبته غير سليم وغير ناضج.. أما ما كتبه عن أنني لم استمع إلى الأطراف الأخرى في نقاشاتي، فهذا يرجع إلى أن من التقيتهم كانوا أصحاب آراء «فطيرة» لم يستطيعوا أن يقنعوا الجميع بأسباب زواجهم، وإذا كانت لهم أسباب أخرى يظنون أنها مقنعة فقد احتفظوا بها وعرضوا من «صفرتهم» في نظري.. أما إذا كان هناك آخرون لهم أسبابهم المنطقية والمقنعة بالزواج للمرة الثانية، فهذا أمر عادي، لكنني عندما ذكرت أصحاب الأسباب الواهية لم أقل إن هؤلاء هم كل الناس.. إذن أنا لم أعمم حتى يخشى صاحب الرسالة وقائد ثورة التعدد من مقالي. ثانياً: أنا يا سادتي لم أحرِّم الزوجة الثانية، فالمسلم لا يرفض التشريع ولا يناقش فيه، فمن تزوج بواحدة هذا حقه ومن أراد أن يتزوج ما طاب له من النساء هذا حقه أيضاً فالشرعُ أمرٌ واقع وحتمي.. لكنني أردت بعرض بعض أسباب الزواج الثاني الذي يبرر به من يريدون فعله، وصدقوني إذا قال الرجل إنه يريد الزواج بثانية وسكت سيكون أشرف وأفضل له ولزوجته الأولى وللزوجة القادمة، من أن يدمغ الزوجة الأولى وشريكته وأم أولاده بما فيها وما ليس فيها حتى يصل لغاية لم يغالطه فيها أحد، وهذا ما ركزت عليه ولا أظن أنني قد بالغت في ذلك.أما ما ذكره الأستاذ في مقاله عن أن التعدد سيحل مشكلة زيادة أعداد النساء، فقد ذهبت هذه النظرية مع الريح عندما أثبت التعداد الأخير أن أعداد الرجال أكثر من أعداد النساء ولم يعد هناك ما يدعو للخوف من العنوسة.. وهذه الزاوية قد شهدت احتفالي بهذه المعلومة، وكتبت أن كثرتنا ليست كثرت عدد وأنما كثرت تميز..سادتي لا أظن أنني المسؤولة عن فهم الأستاذ الترابي لما كتبته، وقد سألت الكثيرين من الذين قرأوا ما كتب واطلعوا على رسالة الأستاذ وأكدوا أن ما ورد في رسالته ليس رداً على مقالي، وإنما تعبير عن اعتقاداته أو عن افتراضات افترضها هو ورد عليها. فمقالي يدعو للتفاهم وحل المشاكل بشفافية.. والسؤال الذي يطرح نفسه إذا حاول الرجل حل مشكلته بالزواج من ثانية، فكيف ستحل الزوجة مشكلتها؟ وللمخاوف من الإجابة على هذا السؤال طالبت بحل المشاكل بشفافية لأنها تحمي الطرفين وبعدها فلينكح الرجل ما طاب له من النساء.. لكن أن يعدد من أجل حل مشاكله المشتركة بصورة فردية فهذه مفسدة.