لفت انتباهى يافطة مكتوب عليها (الاتحاد العام للفنانيين التشكيليين) وذلك أثناء تواجدي بالعمارات قبالة مقابر فاروق .. شيء ما دفعني للدخول... نوع من الفضول أظن، أو نوع من معرفة هل ما بداخل هذا المبنى يحمل نفس عنوان تلك اليافطة. ورأيت بأم عيني حركة دؤوبة من شباب حيوي ومنذ النظرة الأولى تدرك أنهم والفن متشابهون.. سألت أحد أعضاء الاتحاد والمسئول فيه مسئوليه تنفيذية عن بعض اللوحات غاية فى الجمال وعجبت, وعجبت بأن أيديهم هى التي رسمت وخطت هذه اللوحات ويا لها من لوحات.. سؤالي كان مستفزاً وإجاباتهم وأسئلتهم كانت كالبركان.. سألت أين أنتم من المعارض الداخلية والخارجية وأين أنتم؟ فإذا بأحدهم يقول نحن شبه مهمشين، ولدينا سؤال لماذا لدينا جامعات بها كليات متخصصة لدراسة الفن التشكيلي؟ فلنلغى هذه الكليات حتى لا نحلم ونسعى طيلة فترة الدراسة بتحقيق الحلم. وسؤال آخر... سؤالي موجه لوزير الثقافة لماذا لا نلقي اهتماماً أكثر.. وهل الفن التشكيلي لا يخدم الفن من قريب أو بعيد. انهالت على الأسئلة وأنااحتار دليلي من الكم الهائل من حيرة هؤلاء الشباب والشابات. منها أنهم يقومون بتأجير هذا المبنى من نفقتهم الخاصة، وأي خدمات فيه هى منهم، ومن مجهوداتهم الذاتية... وأنهم عندما تسنح لهم الفرصة للمشاركة الخارجية التى بعددها لا تذكر..لا يجدو الراعي لهم بالكامل حتى أنهم تتلف لوحاتهم من سوء التخزين والترحيل.. أو التلف فى المطارات.. اشتكوا واشتكوا حتى أني توهمت أني دخلت مبنى للشكاوى فقط وليس مبنى تشكيلي لفنانين شباب وشابات.. ما أروع أعمالهم وما أخيب ظنهم.. حزنت لاحباطاتهم وسعدت لأنهم يحلمون وسعدت لتحقيقهم الحلم.. خرجت وفى نفسى أنا أكتب ولو سطر واحد عنهم حتى لو لم يقرأ كلامي.. ولكني سأتصالح مع نفسي لأنني عبرت واشتكيت مثلهم.. رسالة لوزير الثقافة.. الراعي الفاضل السموأل خلف الله ولمن يريد الإجابة على أسئلة هؤلاء الشباب..الشباب يستحقون الالتفات لهم فلنلتفت لهم يا ولاة الأمر لحظة.. انجح سياسى هو من يقول مايفكر فيه كل إنسان فى كل الأوقات وبصوت عالٍ.