بعد 17 يوماً من الحصار ووسط أجواء الخوف والقلق والترقب انفرجت أزمة السودانيين العالقين بطرابلس بعد المجهودات المقدرة التي قامت بها اللجنة العليا لاجلاء السودانيين.. الجدير بالذكر أن الذين تم تسجيلهم حتى الآن يبلغ عددهم 20 ألفا من جملة 50 ألف سوداني بليبيا، وعدد الذين تم إجلاؤهم يفوق 4600 شخص حتى الآن عن طريق البر والبحر والجو، ووصل الفوج الأول من طرابلس البالغ عددهم 265 شخصاً. آخر لحظة تابعت هذه العملية منذ بدايتها ورصدت بالصورة والقلم هذه المشاهد الحية التي تخللتها دموع الفرح من الأسر السودانية وذويهم بوصولهم سالمين الى أرض الوطن، عبر الناقل الوطني الخطوط الجوية السودانية في الفوج الأول عبر تونس والفوج الأول عبر مطار طرابلس. الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج رئيس غرفة العمليات الدكتور كرار التهامي أكد لآخر لحظة على استمرارية العملية في اجلاء السودانيين العالقين بليبيا، وتوفير كل الاجراءات لتسهيل عودتهم وتعيين مستشار قانوني من وزارة العدل لمتابعة حقوقهم.. وأشار الى دور السفارة السودانية بطرابلس في حصر وتسجيل السودانيين وعملية التنظيم للتفويج بكل دقة، وحرصاً على أداء واجبهم وكل الجهات المعنية من هيئة الطيران المدني والجهات الأمنية التي سهلت عملية الاجلاء وساهمت في انسياب الحركة للمواطنين من جانبه أكد أحمد كرمنو وزير الدولة برئاسة مجلس الوزراء على تعاقد اللجنة مع سفينتين لنقل السودانيين واجلائهم.. مشيراً لزيارة اللجنة لمواقع تجمع السودانيين في المعابر والمنافذ الحدودية.. وفي ذات السياق صرح لآخر لحظة العبيد فضل المولى المدير العام لسودانير بأنهم يسيرون رحلتين يومياً لليبيا للاجلاء، وفقاً للخطة وأنهم أيضاً نقلوا 1200 صيني من سبها الى الخرطوم. فرحة العودة الى أرض الوطن: الأسر السودانية القادمة من ليبيا بدت عليها دموع الفرح بعد طول معاناة في الحدود مع تونس أو الآلاف التي رابطت في طرابلس وسط الحصار والقلق والخوف والترقب.. وفي إفاداتهم لآخر لحظة أجمع الكثيرون منهم على دور السفارة السودانية في التعامل الفوري مع الأحداث، وترتيب الأوضاع رغم الصعوبات، وشكر السودانيون الشعب التونسي للدور الذي قدموه لهم، كذلك القنصل السوداني بتونس لدوره الكبير في تخفيف الأعباء على السودانيين وانزالهم في الفنادق والاهتمام بهم. وما بين دموع الفرح بالوصول ناشد العائدون بضرورة الاستعجال بترحيل العالقين برأس جدير وطرابلس، وهناك العديد من الأسر التي تعاني بسبب تكدس الجاليات الأخرى. وهكذا انتهت مأساة ومعاناة الواصلين لأرض الوطن في انتظار ترتيب أوضاعهم بالسودان، وفي عيون أطفالهم البريئة أسئلة صعبة عن مستقبلهم في السودان وحلمه بالأمن والاستقرار والسلام