قال الصادق المهدي: لم يحدث اختراق حقيقي في بنود الأجندة الوطنية الأساسية في الحوار مع المؤتمر الوطني..! ما هو الاختراق الذي يتحدثون عنه؟! لقد مللنا كما قلنا أمس كلمة حوار ومعها كذلك كلمة «اختراق».. ما هو الاختراق الذي يتحدثون عنه؟! هل المسألة «قوة الكلام».. أو «كلام القوة»؟، أنا سأحاول الإجابة وأمري على الله.. الاختراق في أدبيات السياسة السودانية يعني وصول قواتنا «الكلامية» الى مكامن العدو حيث السلطة والثروة، أو كما نسميها دائماً لعبة الكراسي. الأحزاب التقليدية القديمة في السودان كل همها لعبة الكراسي وفي سبيل ذلك تفعل كل شيء - انظروا للتاريخ القريب والبعيد - لماذا تلاشت الديمقراطية الأولى ولم يكن في الساحة آنذاك سوى «حزبين» و«تيارين» واحد «يسار» والثاني «يمين»!! إنها لعبة كراسي الحكم والمصالح الحزبية الضيقة ثم جاءت الديمقراطية الثانية وحدث لها ما حدث بذات السبب ثم طارت بفعل حزبي «أحمر» وخرجت الأحزاب الى «صحراء ليبيا» ودعم القذافي هؤلاء الديمقراطيين الأمة والاتحادي والأخوان المسلمين بالمال والسلاح و«اللواري الهينو KB» التي عبرت الصحراء حتى أم درمان وهي الحركة التي دخلت في تاريخ ووجدان الشعب السوداني باسم المرتزقة الذين دعمهم القذافي!! أو الغزو الليبي المندحر.. وبذات الطريق عاد خليل ابراهيم بعد مضي 33 عاماً ليغزو ام درمان وهذه المرة «بالتاتشرات» ثم قدمت مجموعة سودانية - ويعتقد أنها الصادق المهدي - جون قرنق للقذافي ودعمه دعم من لا يخشى الفقر وكانت النتيجة هذه «النتيجة» الماثلة الآن.!! ثم.. وثم..و.. و..هل تكفي هذه المساحة للحديث عن لعبة السياسة السودانية والاختراق الذي تبحث عنه كل جماعة في خصر الجماعة الأخرى؟ أنا لا اعتقد .. إذاً أنت في الحكم فإنك تسعى بكل ما أوتيت من قوة للتشبث بهذا الكرسي ويمكنك أن تفعل كل شيء حتى القانون «البطال». وكتم انفاس الناس وازهاق الأرواح والتشبس بالدكتاتوريات. إما إن خسرت السلطة فإنك تفعل كل شيء في سبيل استعادتها . كل شيء حتى لو اتجهت غرباً ودخلت خيمة العقيد القذافي الواسعة ثم حفظت نصوصاً غير «مقدسة» من الكتاب الأخضر!! إنها لعبة السياسة السودانية القديمة، إنها لعبة يسمونها قذرة وهي كذلك لأنها لم تنجح يوماً في تثبيت المبدأ السياسي الوحيد والسليم إنه مبدأ كيف يحكم السودان؟ لا من يحكم السودان. وما أبعد الفرق بين المفهومين أنا شخصياً «بطني طامة »جداً!! وأخشى على هذا البلد من «الطامة الكبرى»!!.