في البدء لا بد من تقديم العزاء في فقد الإعلام العربي عموماً وقناة الجزيرة على وجه الخصوص.. الزميل المصور التلفزيوني الاستاذ علي حسن الجابر.. الذي اختاره الله إلى جواره أول أمس بعد أن اصابته رصاصات انطلقت من ايدي الغدر فصادفت احداهن قلبه الطاهر... وهذه بوابة ضخمة للولوج من خلالها لحال إعلامنا الذي ما أن يشب عن الطوق حتى تحاصرة الأنظمة القمعية الفاسدة بمحاولات اسكات صوته وإطفاء كاميراته حتى لا ينقل الحقائق التي تدين كل ظالم للشعوب...!! وفي هذه الأيام بدأت الأوساط الإعلامية والشعبية تتجاذب أطراف الحديث حول قناة الجزيرة الاخبارية... فيبرز من هو مؤيد ومن يعارض لادائها... وقد طفا على السطح السؤال عن عدم تغطية الجزيرة لما يدور في دولة قطر الشقيقة... حيث المقر الذي تبث من القناة اخبارها وتقاريرها...؟ وربما أخذ كثير من المعادين لها من علامة الاستفهام تلك... أخذوا منها منطلقاً للبحث عن نقطة ضعف يفضحوا من خلالها ما يدعون انه محاباة وعمالة..!!.. والقدح في مصداقيتها.. وبغض النظر عن الغموض الذي يكتنف علاقة «الجزيرة» بالدولة التي تبث منها... وبعيداً عن المخططات التي يقال أن للجزيرة دور في انفاذها... نجد أنها تخدم الشعوب وتنحاز لها.. في حين تغيب الفضائيات الأخرى والتي يفترض أن يكون لها الدور الأكبر في توعية الشعوب... ولكن الجزيرة تتحمل وحدها هذا الهم مع الكم الهائل من المضايقات والسباب والشتائم التي تنضح بها الفضائيات العربية وتشكيكها في مهنية الفضائية القطرية.. باختصار شديد... اذا كان المخطط المزعوم يضر بالأنظمة الحاكمة ويصب في مصلحة الشعوب... فمرحباً بهذا المخطط..!! واذا كانت قناة الجزيرة تنفذ ما يدعون أنه املاءات من دول عظمى... بوقوفها بجانب الشعوب... فهي تستحق منا الاشادة... وليت العرب يفقهون أنه لفخر للدول الغربية أن نتهم الجزيرة بتنفيذ أوامرها... فيا عرب... هذه هي الفضائية الوحيدة التي يجب أن نفخر بها... وبما تقدمه من شهداء الواجب الإعلامي الذي يفر منه زملاء في دول أخرى.. وتثبت الجزيرة... لقاء الصدق والمهنية... فهل يكره أحدكم أن يوصف بالصدق...؟؟... أظن أن بعض الفضائيات تحب أن توصف بالكاذبة.... وإن كانت الحقيقة تصب في مصلحتها... فهي تدفع الملايين من أجل أن تشتري الكذب والسراب