حتى كابتن أولوني المتمرد الذي ظهر في شمال ملكال ستقول حركة باقان أموم إنه مؤتمر وطني، فقد قالت من قبل إن الجنرال أطور المتمرد المنشق عن الحركة صنعة حكومية.. ووصل باقان في شماعاته حد اتهاماته للحكومة (حكومة الشمال)، عند إيقافه للتفاوض بأنها تعمل على إسقاط حكومة الجنوب.. إنه المسلسل الجديد الذي سوف لن تكون له نهاية، وهذه مشكلة الحركة التي لم تحسبها صاح.. وظنت أيامها أن أقوال المراقبين بأن الانفصال سيقود إلى صراعات قبلية وتفلتات أمنية لن تمكن الجنوب من الاستقرار، بأنها أقوال المؤتمر الوطني التي تبناها حتى المراقبين بالخارج لتجد قبل الاستفتاء وبعد إعلان النتيجة أن الواقع ليس كما كانت تتصور وأن غياب الحساب أوقعها فيما لم تكن تتوقع، الشيء الذي جعلها ترمي كل فشل على شماعة حكومة الشمال وتعلق كل مخاوفها عليها لتعيش حالة هوس تظن فيه أن أية شوكة تصيبها في أدغال الجنوب قد وضعتها حكومة الشمال بالرغم من أن الحكومة قد تجاوزت الجنوب وشرعت في الإعداد لجمهورية جديدة، جمهورية ليست فيها برطعة باقان ولا هرطقات عرمان ولا.. ولا.. ولا من التركة الثقيلة التي وضعتها من وراء ظهرها، إلا أن الواقع يقول إن الحركة لن تترك الشمال ليهنأ بدولته دون أن تعكر صفو مسارها، خاصة في ظل الفشل الجنوبي في أن يقيم دولة ناجحة مستقرة.. الفشل الذي أعرب عن الخوف منه نائب الرئيس الأمريكي قبل الاستفتاء لتأتي شبكة الأنباء الإنسانية (ايرين) التابعة لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس لتتحدث عن الحال الذي آل إليه الجنوب منذ قرار الجنوبيين أو بالأحرى الحركة الشعبية، التصويت لصالح الانفصال من خلال نشرها للرصد التالي: في 9 فبراير تم مقتل وزير في حكومة الجنوب برصاص في مكتبه في جوبا. - في 10 فبراير تم انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين جورج أطور الجنرال المنشق والحركة الشعبية. - في 27 فبراير تم مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص عند مهاجمة مليشيات مسلحة مركزاً للشرطة في توادتشي بمنطقة أبيي. - 27 فبراير تم استئناف القتال في ولاية جونقلي بين المتمردين الموالين للجنرال أطور والجيش الشعبي، والذي راح ضحيته أكثر من 30 شخصاً. - في 6 مارس جرت اشتباكات بين الجيش الشعبي ومتمرد جنوبي يدعى كابتن الوني شمال ملكال، أدى إلى مقتل أكثر من 60 شخصاً - في 12 مارس تم مقتل ما لا يقل عن 42 شخصاً في غارة ليلية على ملكال قادها الوني. - في 17 مارس تم مقتل أكثر من 30 شخصاً في قتال عنيف جرى ضد إحدى المليشيات في ولاية الوحدة. والمتابع للرصد الذي لم يصدر عن المؤتمر الوطني أو حكومة الشمال وإنما عن المنظمة الدولية التي تشير للتدهور المستمر للأحوال في الجنوب بعد تزايد حالات التمرد على الحركة الشعبية من أبناء القبائل، وهو ما كان متوقعاً، وبالتالي فإن رفض باقان لاستمرار الحوار مع المؤتمر الوطني والحكومة بحجة عملهما على إسقاط حكومته، هو جزء من الوهم الكبير الذي بدأ باعتقاده أن الجنوب بعد الاستفتاء وتقريره لمصيره سيتحول إلى سويسرا أفريقيا، وإلى دولة عصرية يحكمها هو في أمن وأمان ورفاهية، إلا أن كل ذلك لم يحدث.. وتقول المؤشرات إنه لن يحدث الشيء الذي انعكس على نفسياته وزاد من ظنونه. وهم العقيد: الوهم مشكلة كثير عند القادة، فالقائد معمر القذافي ما يزال يظن أن العالم الذي شاهده يوجه آلياته العسكرية الثقيلة إلى صدور مواطنيه ويعمل بسياسة الأرض المحروقة في مدن دولته، ستثور شعوبه في أرجائه للوقوف بجانبه ضد التحالف الذي جاء إثر عملياته اللا إنسانية، ونجده وسط وهمه يقول إن شعب ليبيا كله سيخرج لمواجهة التحالف، وإنه سيكون له شرف قيادة ثورة شعبية جديدة وراءها كل شعوب العالم... إنه فعلاً حالة غريبة.. ولو لم يكن كذلك لهرب مثل بن علي وترك شعبه يعيش، ولتخلى مثل مبارك عن السلطة عندما عرف أن الشعب لا يريده.. ولكنها الأوهام التي تجعل بعض الملوك يتضخمون ويظنون أن الحياة لا تسير بدونهم.. وأن أي خروج شعب عليهم هو خروج على قانون الحياة الذي هو خروج عن الطبيعة. توجيهات النائب: لا يزال الإعلامي الكبير الأستاذ عمر الجزلي ينتظر وفاء صديقنا الوزير السموأل خلف الله بتنفيذ توجيهات النائب بشأن مؤسسة أسماء في حياتنا التوثيقية، وكان السموأل قد اتصل بالجزلي وأخبره بتوجيهات النائب ووعده بالاجتماع بشأنها ليبقى الجزلي منتظراً الوفاء بوعد الاجتماع الذي لم يحدد بعد، فهيا أخي السموأل حتى لا تموت فرحة رجل التوثيق الأول في البلاد.