لكل قبيلة سماتها.. خصائصها.. وشهرتها التسامعية.. ويرتبط أفرادها بأواصر الانتماء والولاء.. الزهد والتفاخر (بالأفضلية) نسباً وأصلاً وحسباً (وكل يغني على ليلاه).. ويعتد بقبيلته باعتبارها الأفضل! وتتعدد القبائل وبالتالي اللهجات والموروثات الثقافية والبيئية في السودان، وقد حدث اندماج وتصاهر مع بعض القبائل فتلاقحت الأعراف وتنوعت الثقافات.. إلا أن لبعض القبائل نزعة صفوية وعنصرية.. ترفض الخروج عن حدودها.. لذا ظلت تحتفظ بفطرتها وطبيعتها وسماتها البكر الأصيلة.. لأنها لم تتزاوج أو تختلط بأعراف أخرى بغية الحفاظ على الهوية والعادات وإبقاءً لأواصر الوحدة والانتماء..!!فإن كانت القبائل موجودة.. فأين فرسان القبائل المتجردون من الأنا وحب الذات والأنانية.. الباذلون في صمت وإباء أرواحهم وأفكارهم وحنكتهم في سبيل هذا الوطن وإعلاء شأنه بغض النظر عن مكاسبهم جراء ذلك؟.. لقد حكى التاريخ وهو خير شاهد على رجال أفذاذ استحقوا لقب الفرسان فصدحت لهن الحسان بخالد الأغنيات.. وفاضت الساحات حماسة بطاناً.. جراري.. عرضة.. وصقرية. بتريد اللطام أسد الكداد الزام هزيت البلد من اليمن للشام سيفك للفقر قلام إن المكسب الحقيقي لتلك الصفات السامية هو أن الناس ولا الدهر سينسى فرسانه الشجعان الذين ماتوا من أجل الوطن والحق.. لن ينسى سادة الرأي المتجردين من المصالح..بغني لود القبائل سيد الرأي والفهم أخوك يام سماح راجلاً راسي وأصم نحن الآن نحتاج لفرسان تغني لهن الحسان.. بعد أعوام تبحث الأوطان في ظل الانقسامات والانهزامات عن تلك المعاني الشفيفة والفطرة السليمة والعقيدة الراسخة في رجالاتها بعيداً عن بريق السلطة والتعلق الممجوج الزائف بما هو زائل لا محالة (قلادة شرف أقلدها د. صابر محمد الحسن) محافظ بنك السودان الذي ترجل عن فرسه طائعاً لكنه أسرج خيله من جديد ليمتطي صهوة العفة والرجولة.. زاوية أخيرة: نبحث في كل قبائل السودان عن صفوة الفرسان والحكماء لينظروا بحكمة للمصلحة العليا وتوحيد وسلامة هذا الوطن بعيداً عن التشرذم والجراح.. نبحث عن ضو القبيلة ومقنع الكاشفات.. أحياناً قمة الفروسية يا سادة هي أن تترجل عن فرسك.