صاحبي الساخر جدا ، رجل يفلسف الأمور حسب مزاجه ، ومع اندلاع الثورات العربية وتهاوي الديكتاتوريات في الشرخ الأوسط ، قال الرجل المتفلسف أن كلمة ديكتاتور مشتقة من اسمين ،الأول ديك والثاني تور أما ( التاء ) فهي ( تاء ) التأكيد على ممارسات وتسلط الديكتاتوريين ، ومضي صاحبنا بقوله أن الحاكم أو الزعيم الديكتاتوري يشبه في تصرفاته ديك العدة لأنه في كل الأحوال يقلب الأمور رأسا على عقب كما يفعل معمر ألقذافي حاليا بشعبه ، كما أن الزعيم المتسلط صاحب القبضة الحديدة يكون مثل الثور الهائج يحطم كل شيء يقف أمامه وفي الوطن العربي الكبير هناك الكثير من ديوك العدة والثيران بانتظار ثورات الشعوب ، في الماضي كان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يعد أكبر ديكتاتور في الذاكرة الجمعية الدولية ، الآن معمر ألقذافي احتل هذه المرتبة بالإجماع العالمي وفاقت ديكتاتوريته وتسلطه الأولين والآخرين ، من اغرب الأشياء أن ليبيا التي أنجبت شيخ الشهداء عمر المختار أنجبت في نفس الوقت أسوأ الديكتاتوريين ، من أطرف الأشياء أن ألقذافي يريد مساواة نفسه بالزعامات التاريخية ويصر على ذلك بصورة فجة ومقززة ولو كان العقيد ذكيا لرسم صورته في ذاكرة شعبه ولأصبح زعيما تاريخيا لكنه جعل الشعب الليبي يعاني من القهر والفقر وانعدام الخدمات ، فالعالم يشاهد هذه الأيام بأم عينه كيف أن الحياة في ليبيا لم تكن مغرية رغم أن البلد ينام على حوض من النفط والغاز لأن إيرادات النفط الضخمة كانت تطير إلى حسابات ألقذافي وأبناءه والمحسوبين على نظامه كما كانت تطير إلى الشرق والغرب لدعم حركات التمرد ، حكاية طيران الأموال الليبية تذكرني بالمقولة الشهيرة ( الطيور على أشكالها تقع ) ، فجميع الديكتاتوريين في العالم يقفون هذه الأيام صفا واحدا مع ألقذافي ومن هؤلاء هوغو شافير ديكتاتور فنزويلا وهو رجل فارغ ليس لديه موضوع كما أن الزعامات الراديكالية في أمريكا الوسطى يقفون إلى جانب هذا الرجل إلى جانب روبرت موغابي وهذا الأخير كان في في الماضي من عتاة قادة التحرر في بلاده واكتوى بنيران المطاردة واللجوء السياسي حتى تحررت زيمبابوي ، لكنه للأسف لم يحافظ على تاريخه النضالي وهيبته وانتشى بالسلطة وأصبح نظامه من أسوأ الانظمه في العالم ، عفوا ليس السيد موغابي وحده من رمى تاريخ النضال على الرف وأذاق شعبه ( الويل وسهر الليل ) جميع قادة التحرر في إفريقيا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى مارسوا نفس الدور على شعوبهم فبعد الاستقلال والتحرر وجد كل واحد من هؤلاء نفسه يعيش في هيلمانة التمجيد ما جعلهم ينقلبون إلى دكتاتوريين على سن ورمح والشواهد على ذلك كثيرة وسوف أمارس هنا سلطاتي الديكتاتورية واحجب الأسماء لان معظم قادة التحرر الدكتاتوريين انتقلوا إلى الضفة الأخرى ، أما نحن في السودان فحالتنا متفردة في مسألة الديكتاتورية ، ولدينا كميات هائلة من الديوك والثيران يمكن أن تصدير الفائض منها إلى الخارج ، ومن الأشياء الطريفة جدا أن الحكام وزعامات الأحزاب في السودان كلهم يحملون درجة ديك وتور ، كل هذا يحدث لأننا شعب الله المختار .