قصة ما.. قرأتها قبل زهاء العشر أعوام... لكنها لا زالت تعشعش في ذهني... وقد ورد فيها أن أسرة ما تقطن احدى مدن الجنوب الافريقي.. تدهورت الحالة الصحية لمريضهم... فلجأوا به إلى أحد أضخم المشافي... بعد ان قرر الاطباء اجراء عملية جراحية... أدخل مريضهم ذاك إلى غرفة العمليات... وهو في حالة يرثى لها.. الشئ المحزن أن نسبة نجاح العملية كانت فقط عشرين بالمائة...!! وقد شرع الاطباء في التحضير والتجهيز لخوض تلك »المغامرة« غير مضمونة النتائج... وسط خوف وهلع من أسرة المريض... ومحاولة السسترات في التخفيف عليهم مما سيحدث.. بعد ذلك... وبعد أن ادخل المريض إلى غرفة العمليات... بدأت القصة تأخذ اتجاهاً آخر...!! حيث أن الطاقم الطبي خرج بعد دقائق معدودات من الغرفة.. وهم يحملون جثماناً....!!! هل تتخيلون مدى «جرسة» ذوي المريض..؟!... ومدى بهدلتهم وعويل نسائهم..؟.. نعم.. حدثت فوضى عارمة داخل الانتظار... فهناك امرأة تلطم خديها... وأخرى تبحث عن التراب في بلاط المشفى... لتهيله على رأسها... وأخريات يصحن باصوات تشبه العواء... حزناً وألماً على فراق عزيزهم... لم يتبينوا بعد عن تلكم الجثة التي اخرجت من الغرفة... فكل الدلائل كانت تشير إلى أنها لمريضهم... حيث لم يكن هناك مريض سواه داخل غرفة العمليات.... إلا أن المفاجأة ألجمت ألسنتهم جميعاً... حينما رأوا مساعد الجراح... وهو يصيح فيهم... لم يستطع الطبيب إكمال العملية... فسقط - بعد أن تم يومه - صريعاً... وراح يطلب المساعدة من جراح آخر عن طريق الهاتف...!! تمور الساحة العربية بما يشبه حالة ذاك المريض... الذي يسقط أمامه الجراح صريعاً... بينما ينهمك المساعدون في البحث عن بديل مناسب لذاك الجراح...!!! والذي هو حلف «الناتو»..!! وتبديله بآخر... غير أن هذه الحالة تدل على الرعب الحقيقي الذي ينتاب ذوي المريض... والذي هو بالتأكيد «الوطن العربي».. ولن يصدق عقلهم بعد ذلك أنه كان معافى بينما يسقط مداويه صريعاً...!