أصحاب الهمم الشاحذة والإصرار والعزيمة دائماً ما يكونون في بؤرة الرقابة الماكرة، التي تحاول دائماً تثبيط هممهم وإبطال مفعول الاهتمام والمداومة على السعي ليكون مستوى الاداء دائماً وسطاً في أي منشط خيراً أو شراً.. وحالة الثورة التي تعم الأمة العربية ما هي إلا استنفار لجهود الكرامة الجبارة.. وأكثر ما كنت انبهر به في ظل هذا الحراك هو الهمة المصرية العالية التي تفجرت ابان عزيمة ثورة يناير.. وكنت أحرص لحظة بلحظة على مشاهدة تفاصيلها. وسألت نفسي «ثم ماذا بعد..؟» وأشهد الله أني كنت أعجب لحضارة الإنسان المصري الذي هزم الخوف وحطم القيود وبات «سيد نفسه» وهو في انتظار الفرج.. وما زلت أرقب مجهوداتهم وأتمنى أن لا ينفرط أمرهم ويخرج عن الطوق وأن لا تثبط عزيمتهم نائبات الدهر.. فانتصار انتفاضتهم دليل حاسم على أن الجماهير العربية ليست خنوعة وذليلة.. بل بها من البراكين ما يكفي لملاقاة القهر «بتوقي وحزم» وتضمحل بعيداً «عزامات» هشة وعبارات باهتة من شاكلة «ما بنقدر.. ما عندنا حيل.. انتظار أبو داؤود بأقل مجهود» الإصلاح المنزلي: وفي ركن قصي من منزلهم، ورب البيت يواجه موجة «ثورة المدام» التي علت وحدت نبرات صوتها بعد أن عرفت أنه في مقدورها أن تقول «لا لا» وتعتصم في فناء البيت «الوراني والقدامي» حسب موجة «الهيجة».. ولكنها في ذلك اليوم أطاحت بآخر مراكب «مرجوعة في مسماها» حتى كادت أن تفتقد حد المرونة مليئة بالأخضر والأحمر على خلفية قدوم وافدين من البلد يجعلون البيت محطة لأداء بعض الأغراض وكان الخبر بالنسبة لها مقدماً لتقييد حركتها.. لأن الوافدين غالباً ما يجعلون بيتها مسرحاً للمة والانقضاض والتشتت ما بين الاخصائيين والتجار والسجل المدني و.. و.. وكل واحد منهم كما يقولون «يونسو غرضو».. انتفضت في وجه كما ينتفض الثور على وقع أقدام ذابحه «أها خلاص أهلك جايين.. أنا أخلي شغلي ولّا شنو.. انت الليلة الحاجات الجبتها دي ح تأثر على مصاريف شهرنا و.. و.. نق نق نق» فلملم صاحبنا حيله منتهراً «اها قلتي كدا.. يا انتي يا أهلي الليلة.. والاكياس طايرة عليك وعلى الدنيا..» أها يا مدام عشان تثوري تاني. ü ثورة الزي الموحد: أختنا أمنة السيدح تتبنى خط توحيد الزي المدرسي.. «سوري» أقصد توحيد الزي الجامعي للطالبات السودانيات فهل يا ترى في كل جامعات الدنيا هناك إلزام بموضوع «اليونوفورم الجامعي»؟ أيّاً كانت السوابق والالتزام به فإن الأمر لا اعتقده مهماً بقدر ما يكون الزي في حد ذاته عنواناً لوعي الفتاة الجامعية موحداً أم غير ذلك.. ولكني أذكر أيام كنا على عتبات الدخول للجامعة كنا نعد ونجهز بعض من اللبسات الأنيقة المحترمة من وقت باكر حتى نحس أننا خرجنا من ثوب «اليونوفورم» المحدد وأننا أصبحنا في محك الاختيار ومعرفة كيف نقرر ماذا نلبس ماذا يكون شكلنا.. بشكل نبدو بالشكل الذي نقرره. آخر الكلام: حبة نفس.. حبة همة.. نقفز فوق الحوجة ونبلغ القمة.. نلبس من دلقنا ونثور في وجوه جهلنا.. بس بلاش من نظرية «يا أبو داؤود بأقل مجهود». مع محبتي للجميع