بدأت يومي أمس مثل كثير من الأيام بالمثول أمام قاضي محكمة الملكية الفكرية في قضية كنت متهماً والصحيفة فيها إلا أن قرار المحكمة تأجل إلى الثامن والعشرين من الشهر الجاري في جلسة لم تستغرق وقتاً طويلاً. مما أتاح لي اللحاق باجتماع مجلس وزراء ولاية الخرطوم برئاسة الوالي الدكتور عبد الرحمن الخضر، الذي انعقد هذه المرة على غير العادة في مباني هيئة تنمية الأعمال والصناعات الصغيرة بالخرطوم بحري، واتسع - على غير العادة أيضاً ليضم ممثلين لاتحادات الصناعات الصغيرة وأصحاب العمل ورؤساء تحرير عدد من الصحف إلى جانب عدد من الكتاب وقادة الرأي. مقر الاجتماع كان عبارة عن صالة عرض كبيرة وضخمة وجميلة، سمعت بها قبل أن أراها من السيد عبد العزيز الدمياطي مستشار المشروعات في مجموعة الكاردينال التي نفذت المباني وأعادت تأهيل بعضها حتى أنها جعلتها معلماً بارزاً يستوقف من يمر من عنده في المنطقة الصناعية بالخرطوم بحري. اجتماع مجلس الوزراء الولائي استمر لنحو ساعتين ونصف الساعة شاركت فيها وعدد من الزملاء بمداخلات حول موضوع الجلسة الرئيسي بناء على طلب السيد الوالي الذي أراد الاجتماع تنويرياً وتفاكرياً في ذات الوقت عن هيئة تنمية الأعمال والصناعات الصغيرة التي أجاز مجلس الوزراء تأسيسها قبل نحو عام تقريباً واختير الدكتور عبد السميع حيدر مديراً لها، وهي تتبع لوزارة التنمية الاجتماعية، وناقش القطاع الخدمي داخل المجلس أمر «مؤسسة تنمية الصناعات الصغيرة ولاية الخرطوم، وطور الفكرة حتى أصبحت «هيئة» ضمت واهتمت بالأعمال والصناعات الصغيرة وتهتم بتطوير الأفكار والرؤى، وتعمل على تحريض الشباب للاهتمام بتنفيذ مشروعات خاصة وتعرض وتوفر أكبر عدد ممكن من المصانع الصغيرة، وبأقل تكلفة ممكنة ومتاحة للراغبين، وتعمل على تفادي الصرف على استجلاب معدات تتحمل مسؤوليتها الولاية وتطوير وحدات الإنتاج مع الاهتمام بتدريب الشباب وتأهيلهم.. وتمويلهم وهذا هو الأهم. من مشروعات الهيئة الوليدة تحديث مشروع سيارات الأجرة الصفراء «التاكسي» واكتمال هذا المشروع بتوفير «529» سيارة تاكسي منها «150» تاكسي عادي و «379» تاكسي صغير.. إضافة إلى مشروعات أخرى من بينها استجلاب نماذج لمشروعات صناعية جديدة مثل أفران الغاز التي تنتج نوعية خاصة من الخبز - بدون لب - مثل الذي يتم إنتاجه في مصر وعدد من الدول العربية وتعمل على دقيق بنسبة استخلاص تزيد عن 93% - أي أنه خفيق - وينتج حوالي أربعة جوالات في الساعة ويمكن أن يعمل لمدة خمسة عشر ساعة متواصلة وبدأت التجربة بالفعل في الفتيحاب. وهناك تجربة إنتاج الفحم المضغوط من شجر المسكيت، وهي شجرة يكاد الزراعيون أن يطلقوا عليها اسم الشجرة المعلونة للأضرار التي تلحقها بالتربة والمياه الجوفية وغيرها رغم مكافحة الدولة ومحاربتها لها، وبذلك يصبح استخراج الفحم من هذه الشجرة ذا فائدة مزدوجة تتمثل في القضاء على المسكيت والاستفادة منه في الوقت ذاته وقد تم إنتاج الفحم بموصفات عالية الجودة ويظل مشتعلاً لفترات طويلة دون شرر أو إصدار أصوات.. ووحدة الإنتاج جاهزة الآن للإنتاج التجاري. انفض الاجتماع لكن أجندته ووقائع النقاش الذي دار ومحاوره ما زالت راسخة في الذاكرة والأمر يتطلب عودة أخرى لذلك الاجتماع بإذن الله.