ما كنا منجمين أو راجمين للغيب عندما حذرنا إدارة نادي الاتحاد في مطلع الموسم من مغبة التعاقد مع المدرب جمال أبوعنجة ليس تشكيكاً في كفاءته، ولكنه تعود دائماً على «كب الزوغة» كلما «انزنق» الفريق الذي يشرف على تدريبه وساءت نتائجه. وقد فعلها من قبل مع سيد الأتيام وأهلي عطبرة وها هو يكررها اليوم مع الرومان بعد أن «زاغ» منه في وقت حرج وترك الفريق وهو يعاني من جفاف في النقاط وتصحر في النتائج. صحيح أن إدارة نادي الاتحاد قد «دقست» ووقعت عقداً مع المدرب لمدة ثلاثة أشهر فقط، ولكن كان على جمال أن يكون على قدر الثقة ويكمل المشوار حتى نهاية الدورة الأولى حتى يؤكد جدارته ويتمكن على الأقل من تحسين وضع الفريق قليلاً ويبعده من مأزق الذيلية الذي ظل وضعه فيه مع الأسف- ولكنه كما وضح أثر النجاة بنفسه وترك مكب الرومان يعرض البحر تتقاذفه الرياح وتهزه الأمواج والبركة في خلفه حداثة الذي نجح في تحقيق أول انتصار للرومان على القراقير. الممتاز في خطر لم تعد مباريات الدوري الممتاز جاذبة للجمهور وبدأ منظر المدرجات وهي شبه خالية من الجمهور مألوفاً حتى في مباريات الهلال والمريخ التي جرت مؤخراً، دعك من مباريات الأندية الأخرى التي تشكو من الفقر الجماهيري. وإذا كان أحد أكبر وأعرق الأندية السودانية الهلال يعاني حالياً من الفلس والديون «المتلتلة» التي تراكمت على ظهره فكيف بالله عليكم يكون حال الرومان وهلال الجبال والأفيال والسوكرتا وبقية أندية الممتاز مع ظاهرة العزوف الجماهيري الذي تفشى وعم القرى والحضر. وما هو يا ترى مستقبل هذه البطولة.. بل ما هو المصير الذي سيواجه الأندية الغلبانة وإداراتها الشقيانة .. ومن أين ستحصل على منصرفات الإعاشة للاعبيها الذين يعسكرون طوال الموسم، ومن أين لها توفير مستحقات الأجهزة الفنية ومرتبات اللاعبين، إذا كانت مباراة الأفيال وحي العرب التي جرت مؤخراً بود مدني على سبيل المثال حققت دخلاً بلغ واحد ألف جنيه فقط، بينما بلغت مستحقات حكامها ألف ومائتي جنيه هذا بخلاف مستحقات الشرطة والكهرباء وخلافه، وحينما جاء مندوب جزيرة الفيل لاستلام الدخل قال له موظف الخزينة «يفتح الله» ثم أضاف نحن طلعنا «مطلوبين» مع العلم بأن نادي جزيرة الفيل خسر في الإعداد فقط لهذه المباراة قرابة 20 ألف جنيه!! بالله عليكم سادتي ألا يحق لنا أن نترحم على بطولة الدوري الممتاز التي بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة في انتظار من يواريها الثرى. آخر السطور: كان بودي المشاركة بحضور حفل تكريم الأستاذ الفخيم هساي الذي أقامته نقابة العاملين بصحيفة آخر لحظة.. لولا بعض الظروف القاهرة التي حرمتني من هذا الشرف. وقد سعدت حقاً بهذا التكريم الذي صادف أهله وودت حقيقة لو امتدت حفلات التكريم هذه لود مدني وبورتسودان والمناقل وكوستي والأبيض وكل المدن التي غمرها الأستاذ هساي بفيض عطائه الإعلامي.