قال صديقي أين أجد خاتم المنى؟ قلت له لا تمزح ..! قال لي أنا جاد هذه المرة!! أنا أبحث عن «الراحة» فقد أضناني التعب وأخذ مني كل مأخذ وبدأت أتآكل من الداخل!! قلت له الناس «يأكلون» من الداخل ولا يتآكلون لا تسبح عكس التيار. انهم يتكلمون عن «الداخل» «المفيد» يبحثون في فرص الاستثمار في «الداخل» وينسجون الدسائس والمؤامرات من «الداخل» و يكنزون الذهب والفضة والعمارات «ناطحات السحاب» من «الداخل» فلماذا انت منهزم من «الداخل». قال لي: انت لا تفهمني ليس هذا ما اريد. «أنا اتمنى» خاتم المنى وعندما ألبسه في يميني سأغمض عيني وأقول له رجعني لأيام زمان!! قلت له هذا فقط!! الناس رامية قدام وإنت راجع وراء قال لي: تعود حياتنا كما كانت قبل أعوام - نعود لمنازلنا - رغم مدافرة المواصلات - في سرور وحبور «نلحق البيوت» وبرنامج الرياضة عند الظهيرة يعلن عن قدومه بذلك الصوت والموسيقى الساحرة وتنشط حركة «إعداد السلطة» وصينية الغداء ومن ثم اللحاق «بالعصرية» إما نومة صغيرة أو «طلة» على الجيران أو «قعدة» في الشارع بلوحته الاجتماعية ذاتها المتماسكة أمامك من يلعب الكرة أو يتجاذب حديثاً ليس به مفردات شيكي وشيكك - وأديني حقك - وما عندي حق العلاج - أو لغة «ظلمونا» وأكلونا «وهمشونا». ضحكت وقلت يا صديقي هذه أحلام أو قل أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعارفين..!! يا عزيزي هذا هروب وليه بنهرب من مصيرنا إنه زمن المادة «والدجل» والشعارات الكذوبة يقولون «اليوم ما فيهوا بركة» تلهث اليوم كله من مكتب لمكتب ومن معاملة لمعاملة تنافق وتداهن وتماري أهل القرار والسلطان والسماسرة «وسفهاء» الغفلة في زمن الغفلة ولا شيء تجني ولا زرع تحصد. إنه زمن المعادلة المقلوبة والزمن الذي تجري فيه المهازل بحرية وتركض في الشارع و«تمرح» ولا أحد يقول لها «بغم» هذه خرطوم ثانية وحياة أخرى وهي ليست خرطوم معاوية محمد نور وهو يكتب في ثلاثينيات القرن الماضي عن الخرطوم ويقول «إن الحياة» بها سكون شامل وظلام «صافي» وهدأة ناعسة يستولي على نفسك ويغمرك ذلك الصفاء فتروح في عالم الأحلام والذكريات وتدلف إلى عوالم الفكر ..! يا صديقي القصة أكبر من خاتم المنى!! ومع ذلك اهدي لك أغنية من اجمل اغنيات البلابل يا خاتم المني. لو نلقاك هنا تبعد همنا .. وتدينا الهنا .. ما تقول لينا لا ما بنحملا لو شفتو الحلا حتقولوا الصلاة وتغيرو مننا ما تغيب مننا يا خاتم المنى .