لا شئ في الكون يسير إلاَّ وفق الحكمة الإلهية، فكل شئ أنزله الله بقدر.. خلق الإنسان ضعيفاً، لكن الله مده بوسائل القوة.. وخلق المرأة أكثر ضعفاً من الرجل إلاَّ أنه أحاطها بسياج من الإكرام فأنزل في حقها القرآن الذي صان حقوقها وإنسانيتها (سورة النساء الطلاق التحريم وغيرها) والتي اشتملت على التشريع الذي بموجبه يجب أن تتم معاملة ومعاشرة و(حقوق المرأة).. بصفة عامة ، وهنالك حوادث بصفة خاصّة ظلِّمت فيها بعض النساء و نزل في شأنها قرآن يتلى.. كحادثة الإفك في(تبرئة) أم المؤمنين عائشة ، وأرست قاعدة مهمة على مر العصور تحمي المرأة من ألسنة الناس التي تقتات (بالظن) والزور في الأعراض دون دليل أو شهادة .. ولعظم المسألة وأثرها الكبير في كل المجتمع فقد جعلها الله من كبائر الإثم ، ومن الحدود التي لا يجوز التنازل عنها، وجعل لإثباتها( شروطاً عسيرةً) وحدُّها ثمانون جلدة حد القذف لمن يعجز عن الإثبات باربعة شهود عدول والحكمة في ذلك أن حقوق العباد أولى بالرعاية وستر المؤمن خير من فضحه والله تعالى أعلم..!. نعم لقد كرَّم الله المرأة عندما أنزل قرآناً في خولة بنت ثعلبة التي جاءت تشتكي زوجها للنبي صلى الله عليه وسلم ، بقوله تعالى ( قد سمعَ اللّهُ قوَل التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله).. لقد سمع الشكاية.. وأنزل لها حكماً عدلاً... لها ولغيرها من النساء..!. أما رسول الرحمة فالمقام لا يتسع لإيراد إكرامه للنساء.. عطفه.. صبره.. حلمه.. وتجاوزه عن الهنَّات.. إدراكه لطبيعة وغريزة المرأة التي ُفطرت عليها.. مساعدته لهن .. الرفق بهن.. وها هو يزيح كتفه الشريف لتقف خلفه زوجه عائشة لتشاهد الأحباش يلعبون بالحراب.. لقد كان أقصى ما يقوله عليه السلام عندما تنشط الغيرة بعائشة (ويحها لو استطاعت ما فعلت).. وآخر كلامه للمؤمنين في حجة الوداع.. أن استوصوا بالنساء خيراً.. صلى الله عليك يا حبيب الله..!. ما أحوج النساء اليوم لمن يطبقون شرع الله وسنة نبيه الكريم و يعاشرون بالمودة والرحمة والسكينة.. ويفارقون بالمعروف والعدل وعدم الظلم..!.فبقدر ما للرجال من هموم وشواغل في كسب العيش فإن المرأة لا يقل دورها إن لم يكن يزيد في الحياة والمجتمع ...إنَّ جلب المال أمر عسير.. ولكن أن تربي جيلاً صالحاً أمر أكثر عسرة.. ناهيك عن إدارة شؤون المنزل.. والزوج.. وغيرها فكلها مهام ليست باليسيرة.. وتستحق الامتنان.. والتشجيع والمحبة من الأزواج..فالمرأة كائن رقيق.. ضعيف.. تسعده كلمة طيبة.. ومعاملة حسنة.. واحترام.. وتقدير..روىّ أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه- ليشكو خلق زوجته فوقف على بابه فسمع إمرأة عمر- تستطيل عليه بلسانها وعمر ساكت لا يرد عليها ، فأنصرف الرجل وقال: إن كان هذا حال عمر وما يعرف من شدته وهو أمير المؤمنين فكيف حالي- فخرج عمر- ورآه موليِّاً فناداه وسأله وأخبره فقال عمر: (يا أخي إني أحتملها لحقوق لها علي- إنها طباخة لطعامي- خبازة لخبزي- غسالة لثيابي- مرضعة لولدي- ويسكن بها قلبي من الحرام فأنا أحتملها لذلك فقال الرجل وكذلك أنا). زاوية أخيرة: إن سر إزدهار الورد بلونه وفوح أريجه يكمن في ريِّه والتربة الصالحة التي ينمو فيها وإذا أردت أن تجني ورداً فلا تزرع شوكاً.