قلت أول أمس إن المكتب القيادي للوطني مطلوب منه إيجاد معايير لاختيار الوالي المناسب لكل ولاية مِنْ مَنْ لهم مقبولية عالية جداً وسط حزبهم وبمقدورهم كسب أصوات من غير منسوبي الوطني مع حساب ألا يحدث الاختيار الذي سيتم تحريك نعرات قبلية حادة في ظل تصاعد وتنامي القبلية مؤخراً بشكل مخيف، وأقول ومواصلة لما بدأت، إن الحال في شمال كردفان التي لم يفلح فيها الوالي الحالي أبوكلابيش في إحراز أعلى الأصوات أسوة بحال أغلب ولاة الولايات الممسكين بمقاليد السلطة، يجعل حظوظه ضعيفة في نيل رضا المكتب القيادي، خاصة وأن ما جرى يؤكد أن أبوكلابيش لم يرتب نفسه بشكل جيد لهذه الانتخابات الأولية داخل الحزب بالولاية بكسب الأصوات المؤثرة واقترابه منها، على عكس د. فيصل الوالي السابق، الذي برغم إبعاده إلا أنه أحرز أعلى الأصوات بحكم أنه خلال فترة حكمه للولاية استطاع أن يرتبط بأجهزة الحزب، إضافة لتحقيقه إنجازات جعلت الرهان عليه وارداً بالرغم من وجود منافسين أقوياء لهم ثقلهم الجماهيري، من أمثال الجنرال محمد بشير سليمان ومحمد المصطفى كبر، اللذين يستندان على جماهيرية قبلية تجعل المركز بحاجة الى حساب دقيق حالة الاختيار ليخرج بواحد بميزان في ولاية يمكن حالة إخفاق الوطني في اختيار المرشح المناسب لها أن تنافسه أحزاب أخرى لها ثقلها القديم فيها، وكذلك الحال في جنوب كردفان، تلك المنطقة التي تجمع العرب والنوبة والتي من مرشحيها الأستاذ عمر سليمان صاحب الدور البارز في قيام الإنقاذ بنقله للرئيس البشير الى الخرطوم في سيارته ليلة استيلاء الإنقاذ على السلطة، ومعروف أن سليمان قد حكم الولاية لأعوام، إلا أنه لم يفلح فيما فلح فيه منافسه مولانا أحمد هارون في تحقيق الانسجام مع الحركة الشعبية بإحداثه توافقاً غير مسبوق في الشراكة أكسب هارون مقبولية عالية وسط العرب والنوبة معاً، الشيء الذي قد يرجح كفة هارون على سليمان بالرغم من وجود أصوات ترى أهمية انتقال هارون للمركز للقيام بدور صمام الأمان للشراكة باعتباره أحد مهندسي إطفاء نيران الخلافات المتجددة بين الشريكين، كما أن وجود مرشحين آخرين لهم أوزانهم القبلية يجعل الدراسة المتأنية لاختيار الوالي لتلك الولاية الصعبة الإدارة، مهماً.. وعلى عكس تلك الولايات، ولاية البحر الأحمر التي تقدم الأصوات فيها محمد طاهر إيلا بكفة ترجح أمام المكتب القيادي اختياره برغم خلافاته الأخيرة مع قيادة جبهة الشرق، إلا أن إيلا بتقديمه لنموذج الوالي الخدمي المميز والشخصية القيادية المنفتحة على الآخرين، جعل الكل هناك يقول(إيلا حديد).. مما يجعل رهان المكتب القيادي على غيره فيه مخاطر ومخاوف من الفشل في الفوز بحكم الولاية في ظل وجود أحزاب أخرى منافسة. ونواصل