قائمة مرشحي المؤتمر الوطني لمناصب الولاة وأعضاء البرلمان خلت من المفاجأة، إلا في جزئيات صغيرة جداً بولاية كسلا التي رشح لها معتمداً بولاية الخرطوم محمد يوسف آدم وولاية النيل الأبيض، التي رشح لها يوسف الشنبلي.. في انتظار ترشيحات الوطني للدوائر غير المباشرة لمعالجة آثار الكليات الشورية، التي جاءت في الغالب بمرشحين من الأوساط الشعبية العادية، وفي صف المعالجات تطول قوائم المنتظرين من مختلف الأجيال، فهل تقاعدت الرموز الكبيرة والشيوخ؟ أمثال عثمان خالد مضوي، وأحمد عبد الرحمن، ومحمد يوسف محمد والنذير الكاروري، والفاتح عابدون، وأين التيار الوسطي الذي صنع انجاز نيفاشا باعتباره اهم مكسب وانجاز للمؤتمر الوطني في تاريخه؟ أين الفاتح علي صديق، وسيد الخطيب، ود. أمين حسن عمر، ود. تاج السر محجوب، وإدريس محمد عبد القادر، والدرديري محمد أحمد، وعبد الرحمن إبراهيم الخليفة، الذي اتجه نحو النقابات المهنية، وتباعدت المسافة بينه وكرسي وزارة العدل، وجميع هؤلاء أصبحوا على بعد مسافات طويلة من قبة البرلمان، التي جاءت الترشيحات إليها متخمة بزعماء العشائر والقبائل، حتى بلغ عددهم «16» ناظر وعمدة وأمير وشرتاي للبرلمان وحده في الدوائر الجغرافية كأن المؤتمر الوطني يعيد إنتاج المجلس الاستشاري لشمال السودان الذي عينه الحاكم الإنجليزي العام ؟؟ ü غاب عن البرلمان أو ترشيحات المؤتمر الوطني للبرلمان القادم الشيخ التجاني سراج من دارفور، والدكتور المكاشفي طه الكباشي الذي ارتبط اسمه بالشريعة وقوانين سبتمبر، وغاب من الجزيرة محمد أحمد عووضة، ومن بحر أبيض غاب أبو دقن، وشنيبو، وجاء الشنبلي بعد صراعات مريرة ومعارك، أما الشنبلي جزءاً منها أو قريباً من مسرحها، أو فاعل رئيس يتكئ فقط على حائط التنظيم ولا يلقي بالاً لقبيلة كبيرة مثل الشنابلة لها وجود في ثلاث ولايات على الأقل في السودان الأوسط. ü في نهر النيل انتهت مرحلة البروفيسور أحمد مجذوب الذي نقل الولاية من رصيف التهميش إلى مصاف المدنية والحضارة ليعود أحمد المجذوب لدنيا المال، وحراسة بوابات الجنيه والدولار واليورو، مرشحاً أول لمنصب محافظ بنك السودان ويذهب اللواء الهادي عبد الله لجذوره وموطنه ويعود للأضواء وواجهات الإعلام، والرجل يؤمن بسلاح الإعلام ولا يطيق فضول الإعلام، ربما تأتي بسرية التنظيم والتخطيط والتدبير لقيام الإنقاذ التي كان يمكن أن يصبح الهادي عبد الله من نجومها أصحاب النجوم الصفراء، لكنه آثر المقاعد الخلفية يحرس بوابة القيادة العامة يحبط المحاولات الانقلابية، ويعيد بناء القوات المسلحة حتى أصبح للسودان جيش حديث يباهي به في المنطقة العربية والأفريقية!! ü في الغرب جدَّدت الثقة في عثمان كبر، وعبد الحميد موسى كاشا، وعاد علي محمود للمركز مرة أخرى، في انتظار المرحلة القادمة التي لن تتغير كثير من ملامح المرحلة الحالية إذا حقق المؤتمر الوطني الفوز في الانتخابات، رغم أن كثيراً من وزراء المؤتمر الوطني الحاليين قد تجاوزهم قطار البرلمان.. غاب التجاني صالح فضيل، وسلمان الصافي، ود. حسن أبو عائشة، والمهندس كمال علي محمد، والسميح الصديق، وسامية أحمد محمد، ود. قطبي المهدي، وصلاح قوش، لكن ربما استدرك لهؤلاء مقاعد في البرلمان من خلال التمثيل النسبي الذي يندرج تحت سقف قبيلة الاستكمال والتعيين!!