مزايا عدة يمكن إطلاقها على السينارست والكاتب مبارك محمد عبد الرحمن الشهير بمبارك (حتة)، بجانب كونه صحفياً ومعداً وكاتب سيناريو تلفزيوني، قدم أعماله بالفضائية السودانية عبر برامج (البيت السعيد) وبرنامج (كل الجمال)، بجانب فضائيات عالمية منها قناة الحرة الأمريكية.. (آخر لحظة) أجرت معه هذه المقابلة القصيرة وهو يحزم حقائبه للسفر إلى الإمارات العربية لأداء مهمة في مجاله الإبداعي، منها تصوير الجزء الثاني من فيلمه عن (سباق الهجن) والمخالفات التي نتجت عنه وطبيعة الإبل وأهميتها في حياة الإنسان. الفنون الجميلة مدخلي إلى عالم التوثيق والكتابة: قال مبارك حتة إن دراسته للفنون الجميلة بجامعة السودان وممارسته الفن التشكيلي كانت المدخل الرئيسي إلى عالم الأفلام الوثائقية والكتابة عن الفن والجمال وساهم في إزكاء تلك المواهب والمقدرات عمله المبكر بصحيفة عالم الكوميديا سكرتيراً للتحرير بداية التسعينيات، وكذلك عالم الأذكياء و (الرأي العام) التي يعمل بها الآن محرراً بالفنون والمنوعات. كفيف ينحت الصخر وأشرعة النيل على ظهر حمار: من أبرز الأفلام الوثائقية للسينارست مبارك حتة فيلم (ناحت الصخر) الذي يحكي عن سيرة كفيف يعمل نحاتاً للصخور ويستخرج الخرصانة من داخل الأرض، بجانب عمله بتدريس القرآن الكريم للطلاب وتم تصوير الفيلم بمنطقة الشيخ البشير غرب جبل الأولياء منطقة الشيخ الكفيف ناحت الصخر، ولديه كذلك فيلم (تاريخ مدينة المتمة) الذي أبرز فيه الآثار التاريخية والرموز المك نمر ومناطق (الكيرخانة) ومصبغة ثوب الزراق السوداني، وكذلك فيلم (أولاد المليجي) الأسرة التي احترفت العزف على الآلات الموسيقية عن طريق دق (الفندك) لجدتهم الكبرى بالمطبخ، وترجع جذورهم إلى مدينة ودمدني توزعوا في جميع أنحاء العالم بعد أن أحدثوا نقله في الموسيقى السودانية مع محمد الأمين، أبو عركي، وأبرزهم فائز المليجي، أسامة، وحاتم.. وعن فيلمه الوثائقي (الزعيم الأزهري) قال حتة: إنه ضم إفادات من أصدقاء الأزهري وبعض الذين زاملوه، منهم الراحل الحاج مضوي بجانب مشاهد متحركة وصور نادرة للأزهري وشهادات بصوته. وفي الختام قدم حتة شكره لصحيفة (آخر لحظة) العملاقة، مؤكداً أن السودان ملهم للمبدعين ويحتاج لأبنائه للتوثيق والإمساك بالأحداث، خاصة أنه بلد زاخر بنيله وناسه. وعن فيلم (أشرعة النيل) قال حتة إن أول مشهد بدأ على ظهر حمار وتعرض الفريق العامل إلى هجوم من التماسيح بمنطقة الشوك، وكان مشهداً مرعباً ولكن تم تجاوزه والتصوير على مدى أسبوع من كوستي إلى الخرطوم. في أعدادنا القادمة حوار مطول مع الشيخ الكفيف الذي يؤدي أكثر من مهمة، فهو ينحت على الصخور وينسج الحبال والعناقريب، بجانب تدريس القرآن.