التربال هو أدنى مرتبة يشغلها المزارع لأن مهمته الأساسية هو تحضير الأرض يدوياً، وهي كلمة هجين عربية نوبية جذورها(ترب)والعملية الزراعية تحتاج كما هو معلوم لعدة (مداخلات،. وعمليات، وتوقيتات) إختصرت أخيراً بمصطلح الحزم التقنية (قنيف الله يطراه بالخير) وكان أهلنا يعرفون المواسم، ويحضرون البذور، ويفلحون الأرض، ويحصدون الغلة، ولهم في ذلك مراسم وعادات ودعوات.. وترتبط فلاحة الأرض بالإيمان الكامل وحسن التوكل مع الأخذ بالأسباب، فما من بذرة تبذر أو فسيلة تشتل، إلا ويقول المزارع دعاءً مصحوباً بنية طيبة في أن يكون من ثمرها رزقاً للغاشي والماشي، للطير والمواشي، وللكلب وزول الدرب، والعشمان والفقران، ولا يفوت المزارع أن يأتي بباكورة إنتاجه لأهله وجيرانه(ليضوقوا ثمرة جهده.). { وقد إختار كرم الله عباس الشريف الحسني نسل ود أب خُفْ والخُفَّاب معروفون في بربر وما حولها، وهو ابن عم الفريق الركن الطاهر عبد الرحمن الشيخ، والأستاذ أحمد عبد الرحمن الشيخ، والأستاذ مهدي الفكي المصرفي الكبير إختار كرم الله لقب التربال يطلقه على نفسه وله معسكر زراعي جنوبالقضارف اسمه(كمبو كرم الله) وقد ارتفع ذكر كرم الله عباس الشيخ في أوساط مزارعي السودان إنطلاقاً من القضارف، وكانت له صولات وجولات من اتحاد المزارعين، وإشتهر بالدفاع عن المعسرين وما إن تحولت القضارف الى ولاية،.تحت شعار تقصير الظل الإداري(الذي تمادى فيه د. علي الحاج حتى خلانا في الشمش) كما قال أحد أهل الأقاليم.. قال علي قعد يقصر ويقصر في الظل الإداري لمن خلانا في الشمش!!).. كرم الله وقف شوكة حوت لا تنبلع لا تفوت في حلق اي والٍ تولى قيادة تلك الولاية (المزيج) من جميع أهل السودان، بل وبعض دول الجوار القريبة والبعيدة.. بسبب جرعة الصراحة الزائدة التي يداوم على تعاطيها عند مناقشته لاية مشكلة، مما يخلق أزمة صريحة مع الوالي وهو يجلس على قمة الهرم التشريعي بالولاية، وهذه فطرة فطر عليها، كرم الله إنسان بسيط وصريح ومصادم من الطراز الأول وعنده كبير الجمل عندما إلتأمت الكلية الشورية لترشيح ثلاثة أشخاص ليختار منهم المركز مرشحه لكل ولاية، تصدّر إسم كرم الله قائمة المرشحين متفوقاً على والي الولاية الضو عثمان حسن الفكي، ذلك الرجل الصامد الزاهد الذي لم يتوانَ في تأييد ترشيح كرم الله، وخرج على رأس مستقبليه وفضّله على نفسه في الترتيب المراسمي في منصة الخطابة، ولعل هذا الوالي وهذه الولاية هي الاستثناء الكبير الذي حزم أمره لإختيار الوالي قبل قيام الإنتخابات،. وأصبح كرم الله(والياً) بإعتبار ما سيكون رافعاً شعار المرشح الديمقراطي (الرئيس الأمريكي) في ما بعد التغيير ولم يتبقَ له إلا أن يقول (Yes we can) نعم نستطيع ، ولكن هل استطاع أوباما؟ أشك كثيراً واسأل هل يستطيع كرم الله؟ وأبادر بالإجابة نعم يستطيع.. فالإرادة والتفاف أهل الولاية وتفهم المركز ومبادرة وزارة المالية بحل مشكلة مياه القضارف وخطته الواضحة بالانحياز للفقراء والعمل مع دول الجوار خاصة أثيوبيا لحل المشاكل المزمنة، كل هذا إلى جانب قدراته الذاتية وطيبته وروحه القروية تجعل منه أول تربال يعتلي قمة هرم السلطة في ولايته. والحمد لله لم يكن لحافه جلد شاه ولا نعلاه من جلد البعير فهو (شبعان) ويمكن أن يكشف ذلك لنيابة مكافحة الثراء الحرام حتى لا يقول له قائل باقي الأبيات (فسبحان الذي أعطاك ملكاً وعلمك الجلوس على السرير). مبروك لولاية القضارف واليها التربال كدا (سمبهار) بلغة الكوتشينة ونتمنى أن تحذو بقية الولايات حذوها في تجاوز الشكليات والإلتزام الصارم والانضباط التنظيمي، فمجالس المدينة تتداول حكاية الوالي الصغير السن الذي(حمبك) عديل عندما لم يسمعه المركز مرشحاً لمنصب الوالي في ولايته وصرَّح بأنه سيستقيل ويترشح مستقل!! ويشكك من حوله في أن يحوز على أصوات أفراد أسرته ناهيك عن مواطني ولايته.. {من غرائب الشورى أن أحد المرشحين لم يحصل في الكلية الشورية على أي صوت يعني هو نفسه لم يصوت لنفسه. وهذا هو المفروض