* لن تفلح (مسكنات) (بندول) د. نافع علي نافع لعلاج وجع الرأس الذي أصاب بعض قيادات الوطني في الولايات، إذا كان المؤتمر الوطني من أجل أصدقائه من الأحزاب التي لا تملك أي شيء في بنك الجماهير، (يخلي) لها دوائر لم تراودها الأحلام في منامها بالفوز بثقة تلك المناطق، ولن يستطيع المؤتمر الوطني صد عضويته التي توافدت على الخرطوم احتجاجاً على ما جرى حتى في الدوائر الجغرافية، لأن الولاة الذين ينوبون عن المركز في امتصاص غضب القواعد لم يتم تعيينهم بعد.. * في أم روابة المحلية الأكثر كثافة في كردفان منح المؤتمر الوطني دائرة المدينة للحزب الاتحادي الديمقراطي، ووهب دائرة شركيلا لحزب الأخوان المسلمين الذي لا تتعدى عضويته في كل محلية أم روابة العشرة أشخاص، ولم تجد قيادات الوطني في الأبيض من تشكو إليه مظلمتها لغياب الوالي أبو كلابيش، وتردد القيادة العليا في تعيين د. فيصل حسن إبراهيم لقيادة ولايته، التي استحق العودة إليها برغبة قواعد المؤتمر الوطني الذي في دائرة أم روابة وحدها يفيض رصيده من القيادات بما يفوق جملة قواعد حزب الأخوان المسلمين.. أين الدكتور محمد محجوب هارون وأين د. سليمان عبد الرحمن والأستاذ عبد الله محمد بلال، وأين د. مالك ومئات الشباب الذين ذادوا عن حمى الوطن ونصروا الإنقاذ أيام ضعفها ووهنها. واحتجاجات بعض الولايات على تخصيص وإخلاء دوائر بعض القوى السياسية (الضعيفة) لها مبررها، إذا كانت ولايات مثل شمال كردفان وجنوب دارفور وكسلا والقضارف نصيبها في الأصل ضعيف جداً بالمركز، ولا تتعدى مشاركتها وزراء الدولة وبعض الوزارات التي لا تملك مالاً تسير نفسها به، فلماذا (يقتر) عليها و (يأخذ) المركز من نصيبها على قلته ويمنحه لقوى سياسية غير مؤهلة لدخول البرلمان إذا لم يفسح لها؟؟ * ثم ما جدوى حزب لا يستطيع الفوز بمقاعد تؤهله لدخول الحكومة القادمة؟؟ ماذا يستفيد المؤتمر الوطني من أمثال أحزاب لا رصيد لها وسط الشعب وتمنح مقاعد إكرامية لتجمل بها وجهها؟؟ * نعم لوجود الحركة الشعبية وحزب الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي لأن هؤلاء يأخذون نصيبهم (بضراعهم)، ولكن أن يهب المؤتمر الوطني بعض دوائره في ولايات تشكو قلة المشاركة في السلطة، فإن الأمر لن تفلح فيه المطايبات.. والسياسة ليست (إخوانيات) و (شيلني معاك) إلى آخر المشوار، فقد أثقل المؤتمر الوطني ظهره ببعض المنشقين عن أحزابهم وبعض اللافتات التي لا قيمة لها، ومنح المناصب والمواقع كأنه شيخ صوفي يوزع على الأحباب والأتباع بمراتب الطريقة الصوفية؟؟ * إذا كانت بعض قيادات الوطني في النيل الأبيض وكسلا غاضبة على الاختيارات، فإن قيادات الوطني في جنوب كردفان كانت أكثر وعياً والتزاماً تنظيمياً باختيارات الحزب، فقد أيد كل المنافسين السابقين أحمد هارون بدءاً من د. عيسى بشرى وصلوحه ومركزو وجلال تاور، وبدأت صفحة جديدة لأن الوالي كان حاضراً في المسرح وقاد التوافق بنفسه، مثل قيادة الضو عثمان للوفاق بعد اختلاف أهل القضارف، لكن من ينقذ المؤتمر الوطني في بقية الولايات من أخطاء نفسه!!