في الندوة التي نظمتها جمعية نواب الأخصائيين النفسيين بالتعاون مع اتحاد الكتاب السودانيين وجامعة الأحفاد للبنات ومجموعة دال. تخليداً لذكرى العالم الجليل الدكتور التجاني الماحي (أبو الطب النفسي في أفريقيا). تناولت في الحلقات الماضية الكلمة التي سطرها كاتب هذه السطور وجاءت بعنوان«التجاني الماحي عاشق الكتب»وقد وعدت القراء بأن أتعرض لبعض الكلمات والتعليقات التي قدمها المشاركون من الأخصائيين والعلماء والكتاب الذين شاركوا في تلك المناسبة حيث امتلأت وفاضت قاعة المحاضرات بجامعة الأحفاد للبنات. كان أول المتحدثين البروفسور قاسم بدري عميد جامعة الأحفاد للبنات ، وفي كلمات بسيطة وموجزة تحدث في جانب من الجوانب التي ربطت التجاني بالأحفاد فقال في مطلع الأربعينات من القرن الماضي كان الدكتور التجاني الماحي متزاملاً مع والده العميد يوسف بدري بمستشفى أم درمان (العميد يوسف بدري خريج كلية الصيدلة من الجامعة الأمريكية ببيروت وقد التحق بوظيفة صيدلي بالمصلحة الطبية في ذلك الوقت). وفي تلك الأيام جيء بالشيخ بابكر بدري وهو مصاب بأزمة صحية.. وهناك خاطب الدكتور التجاني الماحي زميله يوسف بدري.. ماذا سيكون مصير مدارس الأحفاد إذا قدر أن يصاب والده بمكروه ؟ .. فقال قاسم بدري .. منذ تلك اللحظة فكر يوسف بدري بالاستقالة من المصلحة الطبية .. للتفرغ بالالتحاق بمدارس الأحفاد وكان له ما أراد ومن بعدها قاد المسيرة ليصبح الصيدلي يوسف بدري عميداً لمدارس الأحفاد حتى توج جهوده بقيام جامعة الأحفاد للبنات وسلم الراية لأبنه قاسم يوسف بدري. بعده تحدث الدكتور صلاح هارون مدير مستشفى طه بعشر وقد تناول في حديثه أحد مؤلفات الراحل عن (الزار) والذي حققه وجمعه تلميذه البروفسور أحمد الصافي بالاشتراك مع الدكتورة سميرة أمين وصدر الكتاب بعنوان الزار والطمبرة في السودان من منشورات المؤسسة السودانية للتراث الطبي. وأشار المتحدث لأسلوب ومنهج الفقيد في تناوله لقضية الزار وهل الزار علاج أم مرض نفسي ؟ وإلى الصلة إلى كانت تربط الفقيد بالمؤسسات التقليدية ممثلة في بعض البيوتات الدينية التي كانت تمارس العلاجات التقليدية للحالات النفسية.. كما تحدث الدكتور صلاح هارون عضو اتحاد الكتاب السودانيين عن موسوعية التجاني الماحي ومعارفه الواسعة واهتماماته المتعددة والتي غطت العديد من ميادين المعرفة الإنسانية. ومن المتحدثين أيضاً الدكتور إدريس سالم الحسن- نائب رئيس اتحاد الكتاب السودانيين والذي ترأس جانباً من جلسة الندوة. وكان البروفسور أحمد الصافي مبتدر النقاش عن مؤلفات أستاذه والذي قدر له أن يقوم بجمعها وتحقيقها وعمله لمدة عشرة أعوام في عملية الجمع.والتحقيق وما زال يعمل في هذا الجانب.. حتى تمكن أخيراً بإصدار أحدث مؤلفاته عن الزار. كما تحدثت الأستاذة أروى الربيع- المدير التنفيذي لمركز الخاتم عدلان.. وأعقبها بعد ذلك على المنصة مجموعة من الأساتذة والأطباء والأخصائيين بالتعليق والتعقيب على ما ذكر. وأجمع الحضور بضرورة عقد ندوة بل أكثر من ندوة لمناقشة شخصية ومدرسة التجاني الماحي في الطب النفسي ، بل صدرت دعوة لقراءة جديدة للتجاني الماحي وبخاصة لأطباء واختصاصي علم النفس من الجيل الجديد والذي لم تتح له قراءة ومعرفة الدكتور التجاني الماحي عن قرب. وانفضت الجلسة في الواحدة والنصف والكل يلهج بالشكر والثناء للجمعية . نواب الأخصائيين النفسيين وأمينها النشط الدكتورة ناهد محمد الحسن ولزملائها وزميلاتها الذين أخرجوا الندوة في ثوب قشيب .. فلهم الشكر أجزله.