سبق وزير الإعلام بالخرطوم الأستاذ سيد هرون ورشة العمل التي نظمتها وزارته حول (مستقبل تلفزيون الخرطوم)، بتصريحات صحفية، قطع فيها بعدم رغبة وزارته في أن يتحول تلفزيون الخرطوم إلى فضائية أو محطة أرضية تتجاوز ببثها حدود الخرطوم، بقوله: (إننا لا نريد أن ننشر غسيلنا)، كما لمست قبله من الوالي د. عبد الرحمن الخضر في رده على سؤال طرحته عليه في آخر مؤتمر صحفي عقده بأنه غير ميال لتحويله لفضائية؛ لعدم وجود مبرر لأن يكون للولاية تلفزيون فضائي، ينافس السودانية، وأهداف قيامه غير أهدافها، أما الورشة التي أقيمت والتي تجاوزني بالدعوة لها منظميها، بالرغم من أن د. عبد الرحمن الخضر، الوالي، ظل قبل كل مناشطه يطلب من مدير إعلامه النشط، الطيب سعد الدين، ومستشاره الذكي، عبد الرحمن رضوان، نقل رغبته الشخصية بأن أكون ضمن حضورها.. المهم أنهم تجاوزوني في الورشة التي رأس لجنتها التحضيرية الأستاذ يس إبراهيم، الذي قتل تلفزيون الخرطوم، الذي كان منافساً للتلفزيون القومي في عهود مدني، والدرديري، وعماد الدين، وحتى مرحلة لجان التسيير، فالرجل جاء بالشراكة وحول التلفزيون إلى النيلين، التي لا أظن أن يس نفسه كان يشاهد ما يقوم فيها الشيء الذي جعل الناس يهربون منها، ليفتقد التلفزيون، منذ تجربة يس الإعلانات.. المهم أنهم جاءوا بالأستاذ يس رئيساً للجنة التحضيرية، ولم يأتوا بالأستاذ السمؤال خلف الله، الذي ارتبط بالنجاحات في التنظيم.. لتقام الورشة التي لم تؤكد على ضرورة الفضائية، فالبروفيسور علي شمو قال فيها: إن تحويله إلى فضائية أمر مكلف، بحكم أن الفضائية مطلوب أن تبث (924) ساعة بلا توقف، أما د. بدر الدين إبراهيم فقد رأى في ورقته أن يتم تحويل التلفزيون إلى فضائية تعليمية، ولم يقل كلاماً مفيداً ومهماً في النقاش في الورشة حسب اطلاعي في الصحف على ما جرى فيها، غير السمؤال خلف الله، الذي تقدم باستقالته من إدارة الهيئة من قبل، عندما أصر د. المتعافي على أن يكون التلفزيون قناة تعلمية.. وقد قال لي الصحفي خالد كسلا بالزميلة الانتباهة في اتصال هاتفي عقب الورشة: إن تحويل تلفزيون الخرطوم إلى فضائية اتجاه غير مرغوب، وإن هذا الاتجاه يبعده عن أهدافه كتلفزيون ولائي يخدم أهل ولاية 80% منها يحتاجون لثمن (الدقيتال) لمعاشهم اليومي مشيراً إلى أنه من الذين يتابعون تلفزيون الولاية الذي سيفقد طعمه وأهدافه، وقال: إن المطلوب الآن من والي الولاية أن يحسن من إرسال تلفزيونه داخل الاولاية ويحسن من أوضاع عامليه؛ ليبدعوا مع توفير كافة ما يجعل صورته وشاشته تنافس التلفزيونات التي يشاهدها أهل الولاية المعنيين بإقامة القناة، وأنا مع خالد ومع الوالي، وبروفيسور علي شمو، والسمؤال خلف الله بأن الفضائية مكلفة ومرهقة، ولن تستمر إذا ما أقيمت بالارتجالية.. وأن التلفزيون الولائي بحاجة الى معالجة كافة مشكلاته؛ ليعود جاذباً لأهل الولاية الذين كانوا يفضلونه على القومي؛ لما فيه من برامج جاذبة لا يمكن أن تقدم الآن في ظل الإمكانات المتاحة لإدارته، وفي ظل معاناة عامليه الحالية، وفي ظل التشويش الموجود في شاشته، وفي ظل هروب المبدعين منه؛ لعدم امكانية الوفاء بمستحقات الضيوف، في ظل الميزانية الحالية الضعيفة جداًً، فهيّا حسّنوا الأحوال؛ ليعود قوياً كما كان، في حدود بثه، وكفى تجارب فاشلة، مثل تجربة النيلين التي عانى فيها العاملون حتى في الحصول على مرتباتهم.