قال السيد حاتم السر سأُخرج البشير من القصر الجمهوري لأن حزب البشير لم يقدم أي شيء يجعل السودانيين يمنحونه أصواتهم.. حاتم السر الذي دفع به الحزب الاتحادي لسباق الرئاسة من القيادات الوسيطة في الحزب العريق ولو كان الحزب الاتحادي الديمقراطي يسعى لمنافسة حقيقية لتقدم مولانا محمد عثمان الميرغني نحو السباق الرئاسي لأن الميرغني له رصيد وسط طائفة الختمية وبعض كبار السن من النساء والرجال في ولايتي نهر النيل والشمالية وبعض تحالفات الختمية مع العشائر والقبائل في كسلا وبورتسودان. حاتم السر أضفى على عودته هالة إعلامية كبيرة خلال زيارة بعض قرى وأرياف محلية شندي حيث مسقط رأسه وعشيرته التي تستعد لحملة لعضوية المجلس التشريعي لولاية نهر النيل كسقف مضمون للسيد حاتم السر حتى يضفي على برلمان الدامر بعض الرحيق لمعارضة تجلس بين الظل وحرارة الشمس.. أما أن يرتدي حاتم السر عباس عباءة المرشح لمنصب رئيس جمهورية ويُمني نفسه بإخراج البشير من القصر الرئاسي والجلوس في مقعده فالأمر ليس سهلاً مع زين للسيد حاتم السر فالرئيس لا يُنتخب من مواطني أم الطيور وقلع النحل وحدهم رئيس الجمهورية ينتخب من دارفور وكردفان والجنوب وبحر أبيض وسنار وود مدني والخرطوم عموم ودنقلا، والناخبون في هذه المناطق لا يعرفون شيئاً عن حاتم السر كاتم أسرار الميرغني والقيادي الوسيط في الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي لو كان حقاً يسعى لمنافسة البشير لرشّح الميرغني أو عثمان عمر الشريف أو سيد أحمد الحسين أو ميرغني عبد الرحمن الحاج سليمان أو حتى تاج السر محمد صالح أو صديقنا الاتحادي الشهير طه علي البشير لكن الحزب الاتحادي لأسباب إستراتيجية ولعلاقته مع المؤتمر الوطني دفع بالسيد حاتم السر ولسان حال الميرغني يقول «رشحنا لمنافسة البشير شخصاً لا يغلط عليكم ولا يوسخ إيديكم». من الخطل وسوء التقدير أن يعتقد السيد حاتم السر أن ترشيحه لمنافسة البشير قد يجعل منه رئيساً للسودان لأن هذا الشعب لن يمنح صوته لشخص لا يعلم عن السودان شيئاً.. هل حاتم السر غبّر يوماً ثيابه في كتاحة الفاشر أو شتاء مليط وهل خاطب حاتم السر يوماً لقاءً جماهيرياً في تلودي وشارك في عزاء بالدمازين وغنى ورقص مع أهل مدينة كوستي (يا سلوى قلبي شن سوا).. سينتخب الشعب السوداني البشير بأغلبية كبيرة وكيف يخسر البشير الرهان الجماهيري وبيده خرج النفط الأسود من باطن الأرض وأصبح السوداني مرفوع الرأس بين الأمم بعد أن كان السودانيون يُنظر إليهم في الدول العربية كعمال غير مهرة وكيف لا ينتخب البشير الذي جعل في كل حارة مدرسة وفي كل مدينة جامعة وتحت وسادة كل امرأة هاتفاً جوالاً.. البشير قائد سياسي لم يبع وطنه تحت التهديد ووعيد الغرب لم ينحن لعاصفة أو يدفن رأسه تحت الرماد خشية موقف.. دولي أو إقليمي.. حاصروه من القبل (الأربع) بالتمردات وجيوش الوكلاء ولكن انتصر في معارك السلاح والتفاوض لأن البشير اعتمد على هذا الشعب فكيف يبيع السودانيون الذهب بالحديد وهل من عاقلٍ يزيح حصانه ويركب حماراً أغبش يشمئز من العاقلين!!