كان تصميم الفنان السوري حاتم علي منذ البدايات تخطي الصعاب لتحقيق هاجسه الإبداعي، من خلال الجهد المتواصل والسعي لامتحان نفسه في كل مرة عبر أفق أكثر رحابة حتى تحول كل إنجاز يحققه إلى لبنة يخطو من خلالها قدماً نحو اقتراحات فنية أكبر ، وإلى درجة من سلم طويل يحفل بالنجاحات والتحديات ، قدم أعمالاً هامة حُفرت في الذاكرة حتى أنه خاض تجربة الإخراج في مصر رغم المراهنات الكثيرة فأدهش الجميع عبرالمسلسل التلفزيوني (الملك فاروق) ، وعاش قبله تحدياً من خلال مسلسله البدوي الأحدث (صراع على الرمال) حول الدافع وراء إنشاء شركة إنتاج في ظل وجود فنانين انشؤوا شركات ولم يقدموا من خلالها سوى عمل أو اثنين ، ومن بطولتهم ، يجيب المبدع حاتم علي قائلا : * الفكرة ليست بجديدة بالنسبة إلي، إلا أن انشغالي الدائم في مشاريع مختلفة ومعظمها كان مرتبطاً بشركة سورية الدولية ،هو الذي أجّل تنفيذها ،على اعتبار أن هذه الشركة هي كيان إنتاجي قائم على أسس سليمة، ولديها تقاليد فيها الكثير من التوازن ،سواء تعاملها مع العمل الفني ، أم مع المخرج، على اعتباره صاحب القرار الأول والأخير فيما يتعلق بالمسألة الفنية، وبالتالي كانت هذه الشركة تلبي طموحاتي الفنية، ولم يكن هناك أي مبرر لأن أتركها، أو أن أبدأ بمشروعي الإنتاجي الخاص ، وحتى اليوم لاتزال تربطني علاقات جيدة معها، ولكن انشغالي بأعمال خارج أطر الشركات السورية هو ما شجعني باتجاه افتتاح شركة خاصة بي، يمكنني من خلالها إنجاز بعض المشاريع التي قد لا تجد النور أو الحماسة عند جهات أخرى ،ولن يكون إنتاج الشركة مقتصراً على أعمال أقوم بإخراجها فواحدة من أهدافها تقديم الفرص لمخرجين آخرين ، ومن الناحية العملية كان السبب المباشر إيجاد غطاء مؤسساتي لأعمالنا الدراميةالتي ننجزها ، كما في مسلسل (صراع على الرمال) بالاضافة الى مجموعة من الأعمال في خطة الشركة سنبدأ تصويرها. وحول مسألة التسويق للأعمال الدرامية يثول الفنان حاتم علي : هذا السؤال يقودنا إلى الأزمة التي وقعت بها الدراما العام الأسبق ، وبرأيي أنه كانت هناك آراءً متسرعة وقائمة على عدم دراسة دقيقة للواقع، فتم كيل الاتهامات يمنة ويساراً، وفيما بعد أثبت الواقع تسرعها ،فما أسهل أن نلقي اللوم في أي أزمة على الآخرين ونستثني أنفسنا ، فأنا ممن يحبذون دائماً محاسبة النفس عند أي مشكلة ،فالقول إن الدراما السورية عانت من حصار سياسي أو شبه سياسي، أظنه قول فيه بعض المجافاة للحقيقة ، فعلى سبيل المثال (محطة أوربيت) أنتجت ثلاثة أعمال في سنة واحدة، وال ( MBC) كانت وراء نجاح أكثر المسلسلات السورية شعبية (باب الحارة) . ويجيب الفنان حاتم علي عن سؤال حول دور الابهار البصري في نجاح الدراما التلفزيونية قائلا : الأموال الكثيرة لا تعني بالضرورة عملاً فنياً متميزاً، لكن هناك الكثير من الأعمال الفنية التي لا يمكن ترجمتها بشكل مرضٍ إلا عبر إنتاجات كبيرة أو ضخمة ، فللعمل الفني متطلباته النابعة من طبيعة المشروع نفسه من نص ومتطلبات فنية وإنتاجية ، وليظهر بصورة مرضية لا بد أن تتوفر له الظروف والإمكانيات التي يحتاجها بغض النظر إن كانت إمكانيات كبيرة أم صغيرة ، طوال تجربتي حرصت على تحقيق هذا النوع من التوازن ما بين الموضوع وطريقة التعبير عنه ، أي ما بين المضمون والشكل ، فالدراما العربية عموماً ،والسورية خصوصاً، عانت لفترات طويلة من سيطرة الحوار الذي أدى إلى وجود ثرثرة كبيرة . {}{